في مقابلة حصرية مع قناة العربية الإخبارية، تحدثت الممثلة منى فتو عن دورها في المسلسل الرمضاني “رحمة”، الذي جسدت فيه شخصية أم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. هذا الطفل وُلد بإعاقة تجعل من المستحيل عليه الحركة في المستقبل، إلا أن والده يرفض تحمل المسؤولية ويُصر على فكرة أن يكون لديه طفل طبيعي. هذه القصة تمثل واقعًا مؤلمًا تعيشه العديد من الأمهات في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، حيث تبرز التحديات التي تواجهها الأسر التي تُعاني من مشكلات الإعاقة.
أوضحت منى فتو أن دور “رحمة” الذي جسدته في المسلسل ليس مجرد دور درامي، بل هو رسالة حية للمجتمع. وقالت إن هذه الشخصية تمثل الأم المكافحة التي تتحمل وحدها العبء الكبير بعد أن تخلى عنها زوجها ولم يقبل المسؤولية عن طفلهم المصاب بالإعاقة. كما أكدت أن هذه الحالات ليست غريبة على المجتمعات، بل موجودة في العديد من الأسر، حيث يرفض بعض الآباء تحمل مسؤولياتهم تجاه أطفالهم في حال وُلِدوا بإعاقة، الأمر الذي يترك الأم في مواجهة هذه التحديات وحدها.
من خلال دورها في مسلسل “رحمة”، أرادت منى فتو تسليط الضوء على ما تواجهه الأمهات من صعوبات في تربية أطفالهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة عندما يكون الأب غائبًا عن المشهد أو غير مستعد لتحمل هذه المسؤولية. حيث تتطلب هذه الحالات قوة وصبرًا من الأم لكي تستطيع التغلب على كل الصعاب وتوفير الحياة الكريمة لابنها. وهذا النوع من الأمهات هو نموذج صمود يعكس قدرة المرأة على التكيف والتعامل مع التحديات الكبيرة التي تطرأ على حياتها.
وأضافت منى فتو أن رسالة المسلسل لا تقتصر فقط على تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالإعاقة، بل تتعداها لتظهر الطريقة التي يتعامل بها المجتمع مع هذه الفئة من الأطفال وأسرهم. فالإعاقة لا تقتصر على الجسد، بل تتعداها إلى العوائق النفسية والاجتماعية التي يواجهها الأفراد المصابون بهذه الحالات. على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها هؤلاء الأطفال، فإنهم قادرون على العيش بكرامة إذا ما توفر لهم الدعم الكافي من الأسرة والمجتمع.
أشارت منى فتو إلى أن مسألة القبول بالطفل ذي الإعاقة هي أمر حساس في العديد من المجتمعات، وأن هناك الكثير من الآباء الذين يرفضون قبول حالة طفلهم بسبب التصورات الخاطئة التي يكوّنونها عن الإعاقة. كما أكدت أن من أهم الأدوار التي يجب أن تلعبها الدراما هي تغيير هذه المفاهيم المغلوطة، عبر عرض قصص حقيقية تمس المجتمع بشكل مباشر. فالفن ليس فقط وسيلة للتسلية، بل هو أداة قوية للتوعية والتغيير الاجتماعي.
وفي ختام حديثها، لفتت منى فتو إلى أن مسلسل “رحمة” قد يُساهم في فتح النقاش حول كيفية تقديم الدعم لهذه الفئة من الأطفال وأسرهم. كما دعت إلى ضرورة تغيير النظرة الاجتماعية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن المجتمع يحتاج إلى وعي أكبر في التعامل مع هذه الفئة وتوفير البيئة المناسبة لهم للنمو والتطور.
1
2
3