مع قدوم شهر رمضان المبارك، يبدأ النقاش المعتاد حول الأعمال الفنية التي تُعرض على القنوات المغربية، حيث يحظى هذا الشهر بمتابعة كبيرة من الجمهور الذي يتطلع لمتابعة مسلسلات وأفلام مميزة. وفي هذا السياق، ظهرت العديد من الآراء والانتقادات التي تثير تساؤلات حول تنوع الأعمال المشاركة في رمضان وتوزيع الأدوار بين الممثلين.
وتعد الممثلة المغربية عالية ركاب واحدة من أبرز الأسماء التي عبرت عن استيائها من تكرار ظهور الوجوه نفسها في الأعمال الرمضانية، وهو أمر اعتبرته غير منصف. فقد أكدت ركاب أن هذا التكرار في ظهور نفس الوجوه على الشاشة يؤدي إلى إهمال العديد من المواهب الشابة التي تستحق فرصة في تقديم أعمال فنية مميزة. وبالتالي، يصبح هذا التكرار عاملًا يقيد تجدد الفن المغربي ولا يسمح بظهور الأسماء الجديدة.
وقد قامت عالية ركاب بتوجيه هذا الانتقاد من خلال فيديو نشرته على قناتها الخاصة في “اليوتيوب”، حيث سلطت الضوء على مشكلة تكرار الوجوه في الأعمال الرمضانية، ودعت إلى ضرورة إعادة النظر في طريقة اختيار الفنانين المشاركين في هذه الأعمال. وبينت أن هناك العديد من الممثلين الموهوبين الذين لا يجدون الفرص المناسبة لإثبات أنفسهم على الساحة الفنية.
كما أشارت الممثلة المغربية إلى تجارب بعض الدول العربية التي تتبع نهجًا مختلفًا في توزيع الأدوار في المسلسلات الرمضانية. ففي هذه البلدان، لا يتم تخصيص البطولة المطلقة لممثل واحد في أكثر من عمل خلال نفس الموسم الرمضاني. بل، يتم منح الفرص لعدد أكبر من الفنانين، مما يعزز التنوع ويتيح الفرصة لمواهب جديدة للظهور والتألق في هذا الشهر المهم. وفقًا لها، هذه الممارسة تساهم في إثراء الأعمال الفنية وتجديدها، وهو أمر يفتقده الفن المغربي في الوقت الحالي.
وفي نفس الفيديو، نصحت عالية ركاب الشباب الراغبين في دخول عالم التمثيل بضرورة التفكير جيدًا قبل اتخاذ هذه الخطوة. وأوضحت أن مهنة التمثيل قد تكون محفوفة بالمخاطر، حيث قد يواجه الشباب تحديات كبيرة في دخول سوق العمل الفني، الذي لا يقدم دائمًا الفرص الكافية للمواهب الجديدة.
وأضافت أن دخول معاهد التمثيل يعد خطوة كبيرة، لكنه يتطلب استعدادًا قويًا لمواجهة الصعوبات التي قد يمر بها الممثلون الشبان. وبينت أن الطريق إلى النجاح في هذا المجال ليس مفروشًا بالورود، بل يحتاج إلى الكثير من الصبر والمثابرة، وأكدت أن الواقع الفني في المغرب لا يقدم دائمًا الفرص الكافية للمواهب الجديدة.
وفي هذا الصدد، ترى ركاب أن المخرجين والمنتجين يجب عليهم التوجه نحو فتح أبواب الفرص للمواهب الصاعدة، وأن يكون هناك توازن بين تكريم الفنانين المخضرمين وتقديم الفرص للأجيال الجديدة. ومن خلال هذا التوازن، يمكن للفن المغربي أن يزدهر ويتطور بشكل أكبر، ويحقق التنوع الذي يعكس مختلف الأبعاد الثقافية والفنية للبلاد.
قد تكون هذه النقاط التي طرحتها عالية ركاب هي مجرد بداية للنقاش حول مستقبل الفن المغربي، إلا أنها تمثل حقيقة ملموسة حول التحديات التي تواجهها الصناعة الفنية في المغرب. وبهذا الشكل، ستكون الأعمال الرمضانية القادمة فرصة لتجديد المشهد الفني، ومنح الفرص المناسبة للفنانين الجدد والمواهب الصاعدة.
1
2
3