زيد البقالي يتوج بجائزة تنزانيا الدولية لحفظ القرآن الكريم ويصبح أصغر فائز مغربي في المسابقة

في مساء مميز بالعاصمة التنزانية دار السلام، تم تتويج الفائزين في الدورة الـ33 لجائزة تنزانيا الدولية لحفظ القرآن الكريم، وذلك بحضور نحو 60 ألف شخص في الاستاد الرياضي الوطني. ويعد هذا الحدث واحدًا من أرقى المناسبات التي تسلط الضوء على الاهتمام الدولي بحفظ القرآن الكريم، حيث يشارك فيها كل عام متسابقون من مختلف أنحاء العالم. تعتبر هذه المسابقة شهادة على تكاتف جهود الدول الإسلامية لنشر وتعليم القرآن الكريم، وتعكس اهتمام المجتمعات الإسلامية بالعناية بكتاب الله.
احتضنت المسابقة هذا العام فئتين عمريتين، حيث كانت الأولى مخصصة للمتسابقين الكبار الذين حفظوا القرآن الكريم كاملًا، في حين كانت الثانية موجهة للأطفال من فئة الحفاظ الصغار. وقد أسفرت نتائج فئة الحفاظ الكبار عن فوز المتسابق محمد أمين حسن من الولايات المتحدة الأمريكية بالمركز الأول، بينما حاز المتسابق إسلام علي شلوف من ليبيا على المركز الثاني، فيما حل المتسابق مالك بن عبدالعزيز الربعي من المملكة العربية السعودية في المركز الثالث. هذه النتائج تعكس تنوع المشاركين وتفوقهم في حفظ كتاب الله، مما يعكس النمو المتزايد في عدد المتسابقين الملتزمين بحفظ القرآن في أنحاء العالم.
أما في فئة الحفاظ الصغار، فقد تألق المتسابق المغربي زيد البقالي بحصوله على المركز الثالث، ليكون أحد أبرز الوجوه الشابة في هذه المسابقة الدولية. يعتبر زيد البقالي، الذي لم يتجاوز سنه 8 سنوات، أصغر متسابق في المسابقة، وهو مثال حي على التفوق المبكر والإصرار على إتقان القرآن الكريم. وحصد زيد هذا التتويج الرائع رغم منافسة قوية من متسابقين آخرين من دول مختلفة، ما يعكس إصراره وإرادته القوية في حفظ القرآن الكريم.
وقد أقيم الحفل الختامي في جو من الفخر والاعتزاز بحضور العديد من الشخصيات البارزة من مختلف الدول. حيث شرف الحفل حضور دولة رئيس الوزراء التنزاني قاسم ماجيلوا، بالإضافة إلى عدد من أصحاب المعالي الوزراء ونوابهم، إلى جانب مفتي عام جمهورية تنزانيا المتحدة، الشيخ الدكتور أبو بكر بن الزبير بن علي. كما حضر الحفل إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تنزانيا، يحيى عكيش، وسفراء دول الخليج والعالم العربي والإسلامي. هذه المشاركة الرفيعة في الحفل أكدت على الدعم الكبير الذي تحظى به المسابقة من الحكومات الإسلامية.
وخلال الحفل، قام وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، الدكتور عواد بن سبتي العنزي، بتكريم المتسابقين الفائزين، حيث نقل تحيات وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ. في كلمته، أكد الدكتور العنزي على أهمية العناية بكتاب الله، مشيرًا إلى أنه يمثل رحمة ونورًا للبشرية جمعاء. وأضاف أن القرآن الكريم هو كلام الله الذي يعبر عن هدى ونور، وأن تمسك المسلمين به هو طريقهم إلى الصراط المستقيم. هذه الكلمات التي تخللت الحفل عكست الدور الكبير الذي تلعبه هذه الجائزة في تعزيز قيمة حفظ القرآن الكريم في مختلف أنحاء العالم.
وتعتبر جائزة تنزانيا الدولية لحفظ القرآن الكريم واحدة من أبرز الفعاليات القرآنية التي تساهم في نشر الوعي بأهمية حفظ القرآن في المجتمعات الإسلامية. كما أن التتويج الذي حصل عليه زيد البقالي يعكس قوة التنافس والاهتمام الكبير الذي توليه البلدان الإسلامية لحفظ الكتاب المقدس وتعليمه للأطفال والشباب.