سيبدأ عرض فيلم “خريف التفاح” في القاعات السينمائية المغربية يوم السبت 8 فبراير 2025، بعد أن أمضى أكثر من أربع سنوات في الجولات بالمهرجانات الوطنية والدولية. الفيلم من إخراج محمد مفتكر، ويعكس قصة مؤثرة عن طفل في العاشرة من عمره نشأ في ظل ظروف قاسية بعد اختفاء والدته مباشرة بعد ولادته.
قصة الفيلم تبدأ بتقديم طفل في العاشرة من عمره، لم يعرف أمه مطلقاً بسبب اختفائها بشكل غامض منذ ولادته. تتضاعف معاناته حين يواجه رفض والده له، حيث ينكر وجوده ويشعره بأنّه “ابن الخطيئة” وفقاً للمعتقدات التي يراها الأب في خياله. ومع كل صدمة يمر بها هذا الطفل، يجد نفسه في مواجهة مع أسئلة قاسية تطرحها الحياة أمامه.
جرت أحداث الفيلم في قرية جبلية، حيث تزين أشجار التفاح ساحات البيوت. قد تبدو هذه البيئة البسيطة والهادئة للوهلة الأولى وكأنها مكان مثالي للنمو والتطور، لكن هذا التوتر الدائم بين الطفل ووالده يخلق خلفية معقدة مليئة بالأسئلة حول الحياة، الحب، والموت. ومن خلال هذه القرية الجميلة، يكشف الفيلم التحديات التي يواجهها الطفل في محاولاته لفهم ذاته وعلاقاته مع من حوله.
يضم الفيلم مجموعة من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية المغربية، بدءاً من فاطمة خير وزوجها سعد تسولي، مروراً بالممثل القدير محمد تسولي الذي يضيف الكثير من العمق لدوره في الفيلم. ولا ننسى حسن بديدا، ويوب ليوسفي، وأنس باجودي الذين قاموا بتأدية أدوارهم ببراعة، إلى جانب الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي التي تشكل إطلالتها في هذا العمل آخر ظهور لها على شاشة السينما المغربية.
من الملاحظ أن فيلم “خريف التفاح” لم يقتصر على جذب الانتباه في الساحة المغربية فقط، بل لاقى نجاحاً أيضاً في العديد من المهرجانات الدولية، مما أكسبه شهرة واسعة. كان من أبرز إنجازات الفيلم فوزه بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة عام 2020. وقد أثبت هذا العمل السينمائي أن السينما المغربية قادرة على الوصول إلى مستويات عالية من الإبداع والمصداقية في معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية.
سيتاح للجمهور المغربي فرصة مشاهدة هذا الفيلم الرائع بعد ما يقارب الأربع سنوات من جولاته في المهرجانات المحلية والدولية، مما يجعله من أبرز الأعمال السينمائية التي سيتم عرضها هذا الموسم في القاعات المغربية.
1
2
3