تواصل الاستعدادات لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع بناء المتحف الوطني لعلوم الآثار وعلوم الأرض في العاصمة الرباط، حيث تم الشروع في الإجراءات الأولية التي تهم أشغال التهيئة الأساسية. ويأتي هذا المشروع بتكلفة تقدر بـ 59.6 مليون درهم، ليشكل إضافة نوعية للبنية الثقافية بالمملكة المغربية، خصوصًا في ظل الاهتمام المتزايد بتعزيز المواقع الثقافية والعلمية.
وقد تم إسناد أشغال التهيئة إلى تحالف يضم شركتي TGCC وSolsif Maroc المغربيتين، حيث ستتولى هاتان المؤسستان تنفيذ مختلف مراحل المشروع خلال مدة محددة بخمسة أشهر. ويشمل هذا الجزء الأول أعمال التجهيز وإعداد الأساسات الضرورية، تمهيدًا لاستكمال باقي مكونات المتحف، الذي سيكون أحد أبرز المشاريع الثقافية بالمملكة.
ويهدف هذا المتحف الجديد إلى تعزيز مكانة الرباط كعاصمة ثقافية عالمية، إذ سيوفر فضاءً متميزًا مخصصًا لعلوم الآثار وعلوم الأرض، مما سيتيح للزوار والباحثين فرصة الاطلاع على كنوز التاريخ المغربي وتطوراته الجيولوجية. كما أن المشروع يسعى إلى تكريس دور الرباط كوجهة ثقافية تجمع بين الحداثة والأصالة، عبر توفير منشآت ثقافية ذات معايير عالمية.
ويقام المتحف على مساحة إجمالية تقدر بـ 2.7 هكتار، في موقع استراتيجي كان يضم السفارة الأمريكية سابقًا، حيث يتميز بإطلالته المباشرة على وادي أبي رقراق. ويجاور هذا الفضاء الثقافي معالم حضرية بارزة مثل مسرح الرباط وبرج محمد السادس، مما يجعله نقطة التقاء بين العمق التاريخي للمكان والرؤية الحضرية الحديثة التي تشهدها العاصمة.
ويعد هذا المشروع جزءًا من رؤية ثقافية أشمل تقودها المؤسسة الوطنية للمتاحف، إذ تسعى إلى تعزيز المشهد الثقافي الوطني عبر مشاريع طموحة تهدف إلى إحياء التراث المغربي بمختلف أشكاله. كما أن المتحف الجديد سيوفر فضاءات متعددة للبحث والعرض العلمي، مما يسهم في تعزيز الإنتاج المعرفي وتقديم محتوى ثقافي وتعليمي غني للجمهور المغربي والدولي.
وفي هذا السياق، تندرج هذه المبادرة ضمن الجهود الرامية إلى دعم المشهد المتحفي المغربي، عبر تطوير بنيات تحتية ثقافية حديثة تتماشى مع المعايير الدولية، وتساهم في نشر الوعي التاريخي والمعرفي. ومن المتوقع أن يشكل المتحف إضافة نوعية للمشهد الثقافي الوطني، مما يعزز جاذبية المغرب كوجهة ثقافية بارزة في المنطقة والعالم.
1
2
3