موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

دع الحب يزدهر


يحرص الناس على استمرار الحب في حياتهم الأسرية، لكن عن أي حب نبحث هل عن حب المشاعر أم حب السلوك؟ فأفلام هوليود جعلتنا نصدق أن الحب مشاعر، وأن العلاقة الزوجية سهل التخلص منها، وأن الزواج والأسرة هما مسألة مزاج أو توافق لا التزام واستقامة.

وسأعرض عليكم بهذا المقال قصتان، تبين أن الحب سلوك.

*القصة الأولى:تزوج رجل يبلغ من العمر خمسة وثلاثين سنة، بأرملة ثرية تكبره بخمسة عشر عاما، كانت تعلم أنه لا يحبها وإنما تزوجها من أجل مالها، إلا أنهما عاشا حياتا زوجية سعيدة يغمرها الحب.

فالزوجة كانت عبقرية في أهم شيء في الزواج ألا وهو التعامل مع الرجال، فلم تحاول أن تضع فكرها في مواجهة فكره، وكان صوتها الهامس يسمح له بالاسترخاء، وجعلت المنزل يريح عقله ويستمتع فيه بدفء الحب معها، وكانت محل ثقته ومستشارته، تبث فيه الاعتقاد بأنه لن يفشل، كما فعلت خديجة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله  عليه وسلم حينما أتى إليها فزعا فقالت كلمتها الخالدة :” فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق”

فأصبحت هذه الزوجة أهم شيء في حياة هذا الزوج، وكان هو الآخر لا ينتقدها بل تركها على سجيتها، وهذا سلوك حث عليه  رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:”لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر”، ويدافع عنها كما دافع رسول الله صلى الله  عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها حينما أراد  أبوها أن يضربها فحماها وراء ظهره الشريف.

*القصة الثانية: ذهب زوج إلى مستشار أسري فقال له: لم أعد أنا وزوجتي نحس بنفس المشاعر التي كانت في أول الزواج، أعتقد أنني لم أعد أحب زوجتي، ولا هي أيضا، ولدينا أطفال يشغلنا مستقبلهم، فماذا تقترح؟

فقال المستشار: أحب زوجتك، فرد الزوج: لكنني لم تعد هناك مشاعر في علاقتنا، فكرر عليه المستشار: أحب زوجتك، فصرخ الزوج: أنت لا تفهم، مشاعر الحب ليست موجودة، وبكل هدوء أجابه المستشار: إذن أحب زوجتك، إذا لم تكن مشاعر الحب موجودة، فهذا مبرر كاف لأن تحب زوجتك، لكن الزوج لم يستوعب هذا الكلام فقال: ولكن كيف تحب وأنت لا تحب؟ فقال المستشار: يا سيدي إن الحب سلوك، حب المشاعر هو ثمرة لحب السلوك. إذن أحب زوجتك. وأخلص لها، أنصت لحديثها، اصبر عليها ، قدرها، صدقها .

فمن خلال القصتين يتبين أن الحب سلوك يزدهر من خلال قيمه المرتبطة به كالاحترام والتقدير والإخلاص وحسن الاستماع وقبول كل واحد منهما الأخر. فالزواج حياة للحب لو أحسن الزوجان مهارات المحبة وفنون المودة.

*القصة الأول مستوحاة من كتاب كيف نكسب الأصدقاء لديل كارنيجي

*القصة الثانية من كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعالية لكوفي ستيفن

بقلم الدكتورة دريدري نعيمة

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا