عاشت مدينة الدار البيضاء مساء الثلاثاء 20 ماي 2025 لحظة فنية مميزة، حيث احتضنت الدورة الثالثة من مهرجان الفيلم المغربي القصير المصور بالهاتف المحمول، الذي أقيم في قاعة ميغاراما وسط حضور نوعي من المبدعين والمهتمين بالفن السابع. وتميز هذا الموعد الثقافي بتكريم خاص للفنان الشاب أيوب أبو نصر، عرفاناً بمسيرته المتألقة وإسهاماته المتواصلة في المجال الفني.
وقد جرى تنظيم هذا الحدث بدعم من البنك المغربي للتجارة والصناعة، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في إطار توجه يسعى إلى تنمية المواهب السينمائية الناشئة وتوسيع آفاق الإبداع الرقمي من خلال الهواتف الذكية، التي باتت أداة معبّرة عن الرؤية الفنية لجيل جديد من السينمائيين المغاربة.
وسجل المهرجان رقماً قياسياً من حيث المشاركة، إذ تم استقبال أكثر من 180 فيلماً قصيراً ووثائقياً تم إنتاجها وتصويرها بالكامل باستخدام الهواتف الذكية، ما يعكس الطفرة النوعية في التعامل مع هذه التقنية الحديثة. وقد وقع الاختيار على 18 عملاً للتنافس على خمس جوائز رئيسية، من بينها جائزة أفضل فيلم، وأفضل وثائقي، وجائزة الأمل، وجائزة الجمهور، إلى جانب جائزة خاصة مقدمة من مؤسسة البنك المغربي للتجارة والصناعة.
وتألّفت لجنة تحكيم هذه الدورة من مجموعة من الأسماء الفنية البارزة، التي ساهمت بخبرتها في تقييم الأعمال المشاركة، على رأسهم المخرج والممثل علاء أكعبون، والفنان الرقمي مصطفى سوينغا، والمخرج والموسيقي أيوب لهنود، مما أضفى مصداقية على المسابقة وأثرى النقاش الفني حول جودة الأعمال.
وامتدت فعاليات المهرجان إلى ما هو أبعد من العروض السينمائية، إذ شمل البرنامج تنظيم ورشات تكوينية ودورات تطبيقية لفائدة الشباب، تركزت حول تقنيات التصوير والمونتاج والإخراج، في تعاون مع مؤسسات ومعاهد مختصة، ما أتاح للمشاركين فرصة لتطوير معارفهم وصقل مهاراتهم في المجال السينمائي الرقمي.
وقد شكل هذا المهرجان لبنة أساسية في دعم المحتوى المحلي وتعزيز الثقافة الرقمية، خاصة مع التزام المؤسسة البنكية الراعية بدعم مستمر لهذا المشروع الطموح، مما يبرز رغبة حقيقية في تمكين الشباب وتوفير فضاءات للإبداع الحر والتجريب الفني.
وتوّجت الدورة بعرض الأعمال الفائزة في أجواء احتفالية، عكست انخراط الفنانين والمهنيين في دينامية السينما الرقمية، التي أصبحت رافداً أساسياً للتعبير الفني لدى جيل جديد من المبدعين المغاربة. عاشت الدار البيضاء لحظات استثنائية بهذا العرس الثقافي الذي ربط الفن بالتقنية، ومنح للشباب منصة للتعبير والتميز.
1
2
3