في ظل انتشار ظاهرة التجميل عبر تقنيات حديثة، أثار الكوميدي المغربي يسار لمغاري موجة من التفاعل والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن عبر بصراحة وسخرية عن رأيه تجاه موضة استخدام تقنية “الفيلر” لنفخ الشفاه بين الفتيات بشكل خاص. جاءت تصريحاته عبر حسابه الرسمي في “إنستغرام” حيث لم يخف استغرابه من الهوس المتزايد بهذه العملية الجراحية التجميلية التي أصبحت ظاهرة رائجة خلال السنوات الأخيرة.
يسار لمغاري عبر عن استنكاره الشديد لهذه الموضة قائلا بشكل لاذع: “ما عرفت شكون دخل ليكم لراسكم بلي هادشي زوين، وا والله ما زوين، وعمرو كان مثير.” وقد لاقت هذه العبارة صدى واسعا بين متابعيه، حيث وجد العديد منهم في تعبيره الصريح تمثيلا لما يشعرون به من استياء حيال التغييرات الجذرية التي تقوم بها بعض الفتيات في ملامحهن من خلال عمليات الفيلر التي غالبا ما تبدو مبالغا فيها.
كما استهزأ الكوميدي في حديثه من الإدعاءات التي يطلقها البعض بخصوص عمليات الفيلر، خاصة عندما تسمع عبارات مثل “غندير غشوية خفيف زيرو سانك”، فكان رده ساخرا قائلا: “كتم جايا سايكونت سانك 3”، مشيرا بذلك إلى أن التعديلات البسيطة التي يصفها البعض بأنها “خفيفة” تتحول غالبا إلى تدخلات أكثر كثافة مما يبدو. هذا السخرية نالت إعجاب عدد كبير من المتابعين الذين عبروا عن اتفاقهم مع وجهة نظره، معتبرين أن هناك نوعا من المبالغة في عمليات التجميل التي تفقد الفتيات جمالهن الطبيعي.
في المقابل، أبدى بعض المتابعين نقدا للتقنية نفسها وللضغوط الاجتماعية التي تدفع النساء إلى الخضوع لهذه الإجراءات بهدف تحقيق معايير جمال محددة يفرضها المجتمع أو الإعلام. وقد أدى هذا النقاش إلى انقسام بين من يرى أن التجميل حق شخصي وحرية اختيار، وبين من يعتقد أن الإقبال على هذه التقنيات بشكل مبالغ فيه يشوه المظهر الطبيعي ويؤدي إلى فقدان الجاذبية.
ردود الفعل على منشور يسار لمغاري تنوعت بين الدعم والتعليقات الساخرة التي تعزز من فكرة رفض الانسياق وراء كل موضة تجميلية دون وعي أو تقييم لنتائجها وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية. ومن الجدير بالذكر أن ظهور مثل هذه الأصوات النقدية على منصات التواصل يلقي الضوء على أهمية الوعي الجمالي الحقيقي، والذي لا يعتمد فقط على الشكل الخارجي وإنما يشمل الثقة بالنفس والقبول الذاتي.
في النهاية، يبدو أن يسار لمغاري لم يكن مجرد منتقد عابر، بل استطاع من خلال أسلوبه الساخر أن يثير نقاشا اجتماعيا حول موضة التجميل وكيفية التعامل معها، مسلطا الضوء على مخاطر الإفراط في استخدام الفيلر وتجميل الشفاه بطريقة غير محسوبة. هذا النوع من النقاشات يساهم في توجيه الانتباه إلى ضرورة العودة للجمال الطبيعي واحترام الملامح الأصلية دون الانسياق وراء كل ما هو رائج فقط لأن البعض يعتبره “جميلا”.
1
2
3
