تصدر رأي مدروس وملحوظ للمدير التنفيذي للأعمال الفنية، ياسين لمنور – شقيق الفنانة أسماء لمنور – المشهد الثقافي المرافق لاستضافة المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث عبر عبر منشور رقمي مكتوب عن قلقه من التحول الذي قد يصيب سلوكيات الاستقبال. وأكد في بداية كلامه على تقديره العميق لقيم الترحيب والحفاوة المتأصلة، معتبرا إياها تعبيرا إنسانيا نبيلا، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن المبالغة في إظهار هذه المظاهر قد تؤدي إلى نتائج عكسية تفقد الفعل معناه الأصلي وتظهره بمظهر الاستعراض المفتعل الذي يبتعد عن الجوهر الحقيقي للكرم.
ولم يكتف المتحدث بالإشارة إلى هذا الخطر السلوكي فحسب، بل قام بتفصيل رؤيته عبر شرح السياق المناسب لممارسة هذه القيم، مؤكدا أن التظاهرة الرياضية الدولية تقوم في أساسها على دعائم اقتصادية وسياحية واضحة. وبالتالي، فإن استقبال الجماهير والوفود الزائرة يجب أن يخضع لمعايير التنظيم والاحترام المتبادل، بعيدا عن أي شكل من أشكال الإفراط الذي قد يضعف من كرامة المضيف أو يقلل من قيمة الضيف، حيث أن الاحترام الواضح والحدود المعقولة هما الأساس في أي تفاعل حضاري ناضج.
كما توسع في شرح مفهومه للكرم الحقيقي، رافضا الربط الآلي بين الكرم والتكلفة المادية المفرطة أو التنازلات غير المحدودة. وبدلا من ذلك، دعا إلى خلق بيئة استقبال لائقة تقدم للضيف كل مقومات الراحة والاحترام ضمن أطر عادلة ومتوازنة، تحفظ حق الجميع وتعامل الزائر والمقيم بمنطق المساواة في الكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية، مما ينعكس إيجابا على الصورة الحضارية للمجتمع المضيف.
واختتم رؤيته بتأكيده على أن القيم الأصيلة، ومنها الكرم المغربي الأصيل، تزداد قوة ومصداقية عندما تمارس بحكمة ووعي، وليس بتلقائية استعراضية. فالتوازن في التعامل هو الضمانة الوحيدة لصون كرامة الطرفين معا، ولعكس صورة ثقافية راقية تليق بحجم الحدث وتتناسب مع مكانة المملكة الحضارية والتاريخية، دون حاجة إلى أي مبالغات قد تشوه المعنى الإنساني الأصيل للضيافة.
1
2
3