في خبر مؤلم هزّ الوسط الفني المصري، غيّب الموت الفنانة سمية الألفي بعد معاناة قاسية وطويلة مع مرض السرطان، لتطوى بذلك صفحة فنية وإنسانية امتدت لعقود من العطاء، عن عمر ناهز اثنين وسبعين عاما.
وأعلنت نقابة المهن التمثيلية في مصر نبأ الرحيل صباح اليوم، حيث أكد نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي وفاة الفنانة الراحلة، موضحا أن مراسم تشييع الجنازة ستُقام عقب صلاة العصر بمسجد مصطفى محمود في منطقة المهندسين، وسط حضور متوقع لزملائها ومحبيها.
وكانت سمية الألفي قد ابتعدت عن الأضواء خلال السنوات الأخيرة، بعدما أُصيبت بورم نادر وصفه الأطباء بأنه من أخطر أنواع السرطان، ما فرض عليها رحلة علاج شاقة خارج البلاد، خضعت خلالها لعدة تدخلات جراحية دقيقة في الولايات المتحدة. ورغم إعلانها التعافي في وقت سابق، عاد المرض ليجدد معركته معها، قبل أن يخطفها في النهاية.
وذكرت مصادر إعلامية محلية أن آخر ظهور للفنانة الراحلة كان خلال زيارتها لكواليس تصوير فيلم “سفاح التجمع”، الذي يقوم ببطولته نجلها أحمد الفيشاوي، في لفتة عائلية عكست دعمها وحرصها على متابعة مسيرته الفنية رغم ظروفها الصحية.
ويُصنف فيلم “سفاح التجمع” ضمن أعمال الإثارة والتشويق المستوحاة من أحداث واقعية، ويشارك في بطولته إلى جانب أحمد الفيشاوي كل من انتصار وسينتيا خليفة وآية سليم، وهو من تأليف وإخراج محمد صلاح العزب، بينما تولى إنتاجه أحمد السبكي.
وعلى امتداد مشوارها الفني، تركت سمية الألفي بصمة واضحة في الدراما والسينما المصرية، إذ وُلدت بمحافظة الشرقية، ودرست علم الاجتماع قبل أن تدخل عالم التمثيل أواخر السبعينيات. ومنذ انطلاقتها، شاركت في أكثر من مئة عمل فني، تنوعت بين المسرح والشاشة الصغيرة والسينما.
وبرزت الراحلة في أدوار متعددة جمعت بين الرومانسية والهدوء من جهة، والعمق الدرامي من جهة أخرى، وشاركت في أعمال لا تزال راسخة في وجدان الجمهور، من بينها “ليالي الحلمية” و“الراية البيضا” و“بوابة الحلواني” و“العطار والسبع بنات”، حيث تعاونت مع نخبة من أبرز نجوم جيلها.
وعلى الصعيد الشخصي، ارتبط اسم سمية الألفي بالفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وأنجبت منه أحمد وعمر، وقد عُرفت خلال فترة مرضها بقربها الشديد من أسرتها، التي شكّلت سندها الأساسي في مواجهة المحنة، إلى أن غادرت الحياة بهدوء، تاركة خلفها إرثا فنيا وإنسانيا يحظى بتقدير واسع.
1
2
3