تعد الفنانة المغربية نجاة الرجوي من الأصوات التي تركت بصمتها في الساحة الفنية بفضل حضورها القوي وإحساسها المميز، وقد عرفت دائما بقربها من جمهورها ومشاركتها تفاصيل إنسانية من حياتها الشخصية. وقد مرت قبل سنوات بمرحلة صحية دقيقة أثرت في مسارها المهني وحياتها الخاصة، إلا أنها استطاعت أن تستعيد توازنها وتعود بثقة أكبر وإصرار أوضح، مما جعل الكثيرين يرون فيها نموذجا للمرأة التي لا تنحني أمام العثرات.
كشفت الرجوي في تصريح للصحافة أنها استرجعت إحدى الصور القديمة التي التقطت لها داخل المستشفى قبل حوالي أربع سنوات، مؤكدة أن تلك اللحظة كانت من أقسى المحطات التي عاشتها بسبب اضطراب حالتها النفسية وتداعيات الإفراط في تناول أدوية الاكتئاب إلى جانب معاناتها من الأرق الطويل. وأوضحت أنها لم تشأ مشاركة هذه الذكرى إلا بدافع الامتنان، لأنها باتت اليوم أكثر قوة وهدوءا وتصالحا مع ذاتها ومع الماضي الذي تخطته بإرادة صلبة.
وأبرزت الفنانة أن السنوات التي تلت تلك الأزمة كانت بمثابة مساحة لإعادة بناء نفسها على مستويات متعددة، حيث تغيرت نظرتها للحياة وأصبحت أكثر قدرة على مواجهة الظروف وتقدير التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرح. وأضافت أنها تعلمت من محنتها أن الشفاء ليس حدثا مفاجئا بل مسار يحتاج إلى صبر ومساندة وثقة داخلية تعيد للإنسان توازنه شيئا فشيئا.
وأشارت الرجوي إلى أن مشاركتها لهذه القصة لم تكن مجرد بوح شخصي، بل رغبة في تقديم دفعة معنوية لكل امرأة تعيش تجربة مشابهة، معتبرة أن الألم لا يجب أن يتحول إلى قيد يضعف الروح، بل إلى درس يفتح أبوابا جديدة للوعي والقوة. وبينت أنها رغبت في إيصال رسالة واضحة مفادها أن السقوط ليس نهاية الطريق، بل خطوة يمكن تجاوزها بالإصرار والتماسك الداخلي.
كما شددت على أهمية أن تمنح النساء أنفسهن فرصة للنهوض مهما تكررت محاولاتهن، مؤكدة أن الحياة قادرة على أن تمنح عوضا جميلا لكل من آمنت بأن قوتها الحقيقية تنبع من داخلها. واعتبرت أن الدموع والحزن جزء طبيعي من تجربة الإنسان، لكن الانغماس في العتمة لا يليق بروح خلقت لتنهض وتعيد اكتشاف الضوء.
وأضافت الرجوي أن اللحظة التي تقف فيها المرأة مجددا بعد انكسارها ستكون كافية لتدرك أن لا شيء يستحق أن يفقدها توازنها، وأن الشخص الذي يجب أن تقاتل لأجله قبل الجميع هو نفسها، لأنها محور قوتها وعماد مسيرتها. بهذه الكلمات حرصت الفنانة على تحويل تجربتها الخاصة إلى نافذة أمل، تلهم من خلالها النساء على تذكر أن الصمود اختيار، وأن التغلب على الألم ممكن مهما طال الطريق.
1
2
3