جميلة الهوني تؤكد جرأتها الفنية وتكشف عن تجربتها الجديدة في المسرح الفردي

جميلة الهوني، الممثلة المغربية التي استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة بارزة في الساحة الفنية من خلال تنوع أدوارها وتفرد أدائها، تواصل رحلتها الفنية بخطوات واثقة تعكس رغبتها في استكشاف مجالات جديدة وتجارب مختلفة. اشتهرت الهوني بقدرتها على الغوص في أعماق الشخصيات المعقدة نفسيا، وقدمت أدوارا على الشاشة والسينما والمسرح ميزتها عن غيرها من الفنانين. كما تعرف بجرأتها في اختيار الأعمال التي تتحدى نفسها والجمهور معا، ما جعلها مثالا للفنانة التي لا تخشى مواجهة التحديات الفنية، بل تستثمرها لإثراء مسيرتها وتجاربها الإبداعية.
كشفت الهوني في تصريح للصحافة عن استعدادها لعرض مسرحيتها الجديدة “ضريبة العشق” على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط مساء الاثنين 1 دجنبر 2025، مشيرة إلى أن هذه المسرحية تمثل محطة مهمة في مسيرتها، لأنها المرة الأولى التي تخوض فيها تجربة المسرح الفردي أو ما يعرف بالمونودراما. وأوضحت أن تحمل مسؤولية الأداء بمفردها أمام الجمهور يشكل تحديا كبيرا، لكنه في الوقت نفسه فرصة للارتقاء بالفن المسرحي واستكشاف أبعاد جديدة للشخصية التي تقدمها، مؤكدة أن هذه التجربة تتطلب استعدادا نفسيا وفنيا مكثفا يجعل الفنان أكثر قربا من ذاته ومن جمهوره.
ويقدم العمل شخصية ممثلة في الخمسينيات من عمرها، تمر بنوبة غضب شديدة قبل صعودها إلى خشبة المسرح، فتتردد بين مواجهة الجمهور والانسحاب، ليجد المشاهد نفسه أمام رحلة نفسية مكثفة تكشف هشاشة الشخصية وصراعها الداخلي بين الرغبة في الاستمرار والخوف من الانكسار. وتتيح المسرحية فرصة لرصد تفاصيل حياة الفنانين خلف الكواليس، حيث تتقاطع المشاعر الإنسانية مع الضغوط المهنية والتحديات اليومية، في سياق يعكس صراع الإنسان مع ذاته ومحيطه، ويكشف كيفية تعامل الفنان مع لحظات الضعف والقوة في الوقت نفسه، ليشعر الجمهور بعمق التجربة الفنية والإنسانية.
وكشفت الهوني أن التحضير لهذا الدور لم يكن بالأمر السهل، بل كان رحلة مليئة بالتحديات العاطفية والنفسية، إذ أرهقها الدور مرات عديدة وجعلها تذرف الدموع أثناء التدريب، نظرا لما يحمله من صدق وقوة وعمق نفسي، ولأنه يسلط الضوء على اللحظات الدقيقة التي يعيشها كل فنان خلال مساره الفني. وأكدت أن هذه التجربة أضافت لها الكثير على المستويين الشخصي والفني، حيث ساعدتها على فهم أعماق الشخصية التي تقدمها وعلى مواجهة مخاوفها الداخلية، مما جعل الأداء أكثر تأثيرا وإقناعا لدى الجمهور.
وأوضحت الهوني أن الحب في الوسط الفني يشكل محورا رئيسيا للمسرحية، لما يحمله من تناقضات ومشاعر متشابكة ومعقدة، حيث يصبح العشق نفسه ضريبة يتحملها الفنان مقابل شغفه وإبداعه. وأشارت إلى أن المسرحية تتناول هذه العلاقة بطريقة صادقة وعميقة، مع إبراز التحديات والصراعات الداخلية التي يمر بها كل فنان، ما يمنح النص بعدا إنسانيا وفنيا غنيا ويتيح للجمهور فرصة للتفاعل والتفكير في طبيعة الحياة الفنية والمهنية ومكانة الحب فيها.
بهذا العمل، تعود جميلة الهوني إلى المسرح برؤية متجددة وروح جديدة، مقدمة عرضا يوازن بين الدراما النفسية والبعد الإنساني للفنان، ويتيح للجمهور فرصة الاستمتاع بتجربة فنية عميقة تتناول الفن والحياة والحب بشكل متكامل. كما تؤكد الهوني من خلال هذه المسرحية على قدرتها المستمرة على التجديد والابتكار، وإصرارها على تقديم أعمال مغايرة ومؤثرة، بما يعكس جرأتها الفنية وطموحها في تقديم فن راق يحمل قيمة إنسانية وفنية حقيقية.

1

2

3

جميلة الهوني تؤكد جرأتها الفنية ةتكشف عن تجربتها الجديدة في المسرح الفردي