الرباط تحتضن فعاليات “قفطان الخير” لجمع الفن والتضامن لدعم الفئات الهشة

شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة بالرباط فعالية فنية وإنسانية متميزة تحت عنوان أنامل النور قفطان الخير، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، حيث تميز الحدث بجمعه بين الإبداع الفني والقيم الإنسانية، ليشكل مناسبة للاحتفاء بالروح الوطنية والتضامن المجتمعي في إطار متكامل يعكس عمق الثقافة المغربية وحرصها على دعم الفئات المحتاجة.
خصصت عائدات الفعالية لدعم عمليات تصحيح البصر للفئات الهشة، وهو ما أضفى على الحدث طابعا إنسانيا ملموسا، إذ شكل جسرا بين الفن والمبادرة الاجتماعية، وأكد قدرة الفعاليات الثقافية على تقديم الدعم المباشر للمجتمع، مع تعزيز مفهوم المسؤولية الجماعية والوعي بأهمية تقديم المساعدة لأولئك الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.
نظمت الفعالية بمبادرة من مجموعة عقيلات السفراء العرب وبشراكة مع منظمات دولية، إلى جانب وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، لتعكس أهمية التنسيق بين الدبلوماسية والمؤسسات الحكومية في إطلاق مشاريع إنسانية ثقافية ذات أثر إيجابي ومستدام، كما أبرزت هذه الشراكات قيمة التعاون المشترك في تعزيز التضامن المجتمعي وتقديم حلول مبتكرة للفئات الهشة.
شهد الحدث حضور الأميرة للا لمياء الصلح، تقديرا لمساهماتها في دعم المكفوفين والمحتاجين، إلى جانب الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للإيسيسكو، ومجموعة من المسؤولين والدبلوماسيين العرب، وهو ما أعطى للحفل بعدا رسميا ودبلوماسيا، كما أتاح فرصة لتسليط الضوء على المبادرات الإنسانية والثقافية المغربية وتعزيز التواصل بين مختلف الفاعلين المعنيين بالشأن الاجتماعي والفني.
تضمنت فعاليات الحفل عرض كبسولة بصرية سلطت الضوء على تمكين المرأة المغربية في الحرف التقليدية، وتحويل هذه المهارات إلى مشاريع اقتصادية مزدهرة، ما أبرز الدور الحيوي للحرف اليدوية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة، وأظهر كيف يمكن للإبداع التقليدي أن يتحول إلى مصدر للاكتفاء الاقتصادي والمساهمة في تحسين ظروف الفئات الهشة ودعم التنمية المحلية.
أضفى الفن بعدا وطنيا على الحدث من خلال مشاركة الفنانة سلمى رشيد التي قدمت لوحات غنائية وطنية مستوحاة من المسيرة الخضراء والأقاليم الجنوبية للمملكة، ليؤكد الحفل قدرة المبادرات المشتركة على الدمج بين الثقافة والعمل الإنساني، وتحويل الإبداع الفني إلى أداة فعالة لدعم المحتاجين، وتعزيز التضامن الاجتماعي، وإبراز الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في تعزيز الروح الوطنية ومساندة القيم المجتمعية النبيلة.