يعد الفنان عزيز حطاب واحدا من أبرز الوجوه في الساحة الفنية المغربية، إذ استطاع بموهبته الكبيرة أن يرسخ مكانته ضمن الصف الأول من الممثلين الذين جمعوا بين الكوميديا والدراما بمهارة لافتة. تميز خلال مسيرته بتقديم أدوار معقدة تعكس عمق الشخصيات وتنوع مشاعرها، مما أكسبه جمهورا واسعا يترقب ظهوره في كل موسم فني بشغف كبير. عرف عنه حرصه الدائم على اختيار أدوار تتحدى قدراته التمثيلية وتمنحه فرصة للتجديد والإبداع في كل عمل يقدمه.
كشف عزيز حطاب في تصريح للصحافة عن استعداده للعودة إلى الشاشة خلال شهر رمضان المقبل من خلال مسلسل جديد يحمل عنوان “فطومة”، وهو عمل ينتظره الجمهور بشغف لما يتوقع أن يقدمه من حبكة مميزة وأداء قوي. وأوضح أن هذا المشروع يمثل بالنسبة له تجربة مختلفة تسعى إلى كسر النمط التقليدي في الدراما، عبر تقديم شخصيات تتسم بالواقعية وتعكس نبض المجتمع المغربي بمشاكله وتناقضاته. وأضاف أن المسلسل يتناول موضوعات إنسانية بعمق كبير ويطرح تساؤلات حول الطموح والصراع من أجل الذات.
تدور أحداث المسلسل حول قصة امرأة تواجه تحديات صعبة في سبيل تحقيق أحلامها، وسط صراعات مع المحيط الاجتماعي وضغوط الحياة اليومية. تمر البطلة بلحظات ضعف وقوة في آن واحد، إذ تجد نفسها عالقة بين الماضي الذي يطاردها والحاضر الذي يفرض عليها قرارات مؤلمة، لتتحول رحلتها إلى صراع داخلي مليء بالتحولات المفاجئة. هذا البعد النفسي هو ما يجعل من العمل تجربة درامية مختلفة عن المعتاد في الإنتاجات الرمضانية.
تتخذ أحداث “فطومة” من السوق الشعبي بمدينة الدار البيضاء مسرحا رئيسيا لسرد القصة، حيث تختلط المآسي بالأحلام، ويبرز الصراع بين النفوذ والطموح في قالب واقعي يجمع بين الدراما الاجتماعية والتشويق. يسعى العمل إلى تسليط الضوء على العلاقات الإنسانية في بيئة يغلب عليها التناقض بين البساطة والمكر، مما يمنح القصة عمقا خاصا يجعل المشاهد يعيش تفاصيلها بصدق.
ويحرص فريق العمل على الحفاظ على سرية تفاصيل الأدوار، مما يزيد من حالة الفضول لدى الجمهور. وتستمر عملية التصوير بوتيرة مكثفة استعدادا لعرض المسلسل خلال الموسم الرمضاني الذي سيشهد منافسة قوية بين عدة إنتاجات درامية. هذا الترقب الكبير يعكس الثقة التي اكتسبها حطاب بفضل اختياراته الفنية الدقيقة وقدرته على تجديد حضوره كل مرة بأسلوب مختلف يجذب المشاهدين.
يشارك إلى جانب عزيز حطاب في هذا المشروع عدد من أبرز نجوم الدراما المغربية، من بينهم فاطمة الزهراء بناصر وحسن فولان وعبد الله الشكيري، إضافة إلى وجوه شابة صاعدة مثل عبير عاطف وإلهام قروي وكمال حيمود ومحمد الكافي. هذا التنوع في الأجيال والخبرات يضفي على العمل طاقة فنية مميزة ويمنحه توازنا بين الأداء المخضرم والحيوية الشبابية، مما يجعل التجربة أكثر غنى وواقعية.
ويؤكد هذا العمل مرة أخرى قدرة عزيز حطاب على انتقاء مشاريع فنية تجمع بين جودة الإخراج وعمق المضمون، إذ يسعى دائما إلى تقديم أعمال ترتقي بالدراما المغربية وتعكس جوانب مختلفة من المجتمع بروح فنية راقية، ليواصل بذلك مسيرته كأحد أبرز الممثلين الذين يجمعون بين الموهبة والوعي الفني.
1
2
3