مجيدة بنكيران تكشف تحديات المشهد الفني المغربي وتوضح أسباب غياب الرواد

مجيدة بنكيران، الممثلة والمخرجة المغربية المعروفة، تملك مسيرة فنية طويلة وغنية تنوعت بين التمثيل والإخراج. اشتهرت بقدرتها على تقديم أدوار عميقة تتسم بالصدق والواقعية، كما أنها لطالما اهتمت بالجانب الإبداعي الفني دون الانغماس في مصالح تجارية بحتة. خبرتها الطويلة جعلتها شاهدة على تغيرات المشهد الفني المغربي عبر العقود، كما أنها تعتبر صوت جيل الرواد الذين ساهموا في بناء المشهد الثقافي للبلاد.
كشفت بنكيران في تصريح للصحافة، أن غيابها عن عدد من الإنتاجات التلفزية ليس خيارا شخصيا، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات غير عادلة تعتمدها القنوات ومنفذو الإنتاج. وأوضحت أن دور المنتج الحقيقي غائب في المغرب، وأن من يدير المشهد هم منفذو الإنتاج الذين يعتمدون في اختياراتهم على شروط مادية أكثر من المعايير الإبداعية، مع تركيز التمويل على مشاريع محددة دون النظر إلى جودة السيناريو أو رؤية فنية واضحة.
وأكدت بنكيران أن المشهد الفني المغربي فقد كثيرا من القيم المهنية والإنسانية التي تربى عليها جيل الرواد. وقالت: إن الالتزام والانضباط أصبح سببا للإقصاء، إذ إذا التزمت الفنانة بالوقت والنص والحدود المهنية، فإنها غالبا لا تحظى بالاهتمام، بينما يفضل البعض من يغض الطرف عن المعايير المهنية ويقبل بأي ظروف لضمان المشاركة.
وعن موقفها الشخصي كممثلة، أوضحت بنكيران أنها لا تسعى لفرض نفسها بالقوة في السوق الفني، بل تعتمد على موهبتها وأدواتها الفنية. وأضافت أن من يعرفها ويقدر عملها هو من يتواصل معها، أما محاولات فرض الحضور بشكل صناعي فهي ليست أسلوبها، مؤكدة أن الموهبة والاحترافية هما الطريق الأنجع للحفاظ على اسمها ومكانتها في الوسط الفني.
فيما يخص توجهها في الإخراج والكتابة، شددت بنكيران على أنها تميل إلى الأعمال التي تحمل عمقا إنسانيا وتسلط الضوء على القضايا الاجتماعية الحقيقية، دون الانغماس في السينما التجارية، رغم إدراكها لأهميتها. وأضافت أن أبرز التحديات التي تواجه الإبداع المغربي اليوم هي ضعف العناية بالسيناريو، على الرغم من التطور التقني والجمالي الذي شهده الإنتاج خلال السنوات الأخيرة.
وبخصوص دخول مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي عالم التمثيل، أبدت بنكيران موقفا متوازنا، حيث رحبت بالأسماء التي تمتلك الموهبة الحقيقية وتسعى لتطوير أدواتها عبر الورشات والدورات التكوينية، مع التأكيد على أن النجاح في الفن لا يمكن اختزاله في أرقام المتابعين فقط. وأوضحت أن احترام المهنة والعمل الجاد يظلان الأساس لأي مسار فني ناجح.
وكان آخر ظهور تلفزي لمجيدة بنكيران في فيلم مستوحى من قصيدة الفنان الراحل العيساوي الفلوس “دمليج زهيرو”، حيث تم تعديل بعض أحداث القصة التي تدور في تسعينات القرن الماضي. وشارك في العمل مجموعة من الفنانين المتميزين منهم زينب العلمي، ربيع الصقلي، عز العرب الكغاط، كوثر بنجلون، هند السعديدي، عبد الحق الزروالي ومروان حاجي. وصور الفيلم في أحد الرياضات بمدينة فاس، مع التركيز على إبراز التراث المغربي من اللباس والمعمار، وتقديم صورة أصيلة عن تقاليد المدينة العريقة.

1

2

3

مجيدة بنكيران تكشف تحديات المشهد الفني المغربي وتوضح أسباب غياب الرواد