ندى هداوي تؤكد أن الفن مرآة حقيقية لقضايا المرأة وتعبير صادق عن واقعها

تعد الممثلة المغربية ندى هداوي من الوجوه الشابة التي استطاعت أن تفرض حضورها في الساحة الفنية من خلال أدوارها المميزة واختياراتها الجريئة. فقد عرفت بقدرتها على تجسيد شخصيات مركبة تنبض بالواقعية، مما جعلها تحظى بتقدير النقاد والجمهور على حد سواء. وتواصل هداوي مسيرتها بثقة، رافعة شعار الصدق الفني في كل تجربة تخوضها، معتبرة أن الفن ليس ترفا بل رسالة تعبر عن نبض المجتمع وتلامس هموم الإنسان.
كشفت الفنانة ندى هداوي في تصريح للصحافة أن مشاركتها في الفيلم القصير “طر بي إلى القمر” للمخرج زكرياء النوري جاءت من قناعة شخصية بضرورة الدفاع عن حرية الاختيار لدى النساء. وأوضحت أن الفيلم يسلط الضوء على قضية اجتماعية مؤثرة، من خلال قصة فتاة تجبر على الزواج لكنها تقرر كسر القيود والبحث عن ذاتها بعيدا عن الإكراهات. وأضافت أن الهدف من العمل ليس التمرد على العادات، بل إيقاظ وعي المجتمع بضرورة احترام قرارات المرأة واختياراتها الشخصية.
وأكدت ندى أن تجربة “طر بي إلى القمر” منحتها فرصة للتعبير عن مشاعر متناقضة يعيشها كثير من النساء بين واجب الانصياع للرغبة الأسرية ورغبة تحقيق الذات. فالعروس في الفيلم تختار طريقها في لحظة مفصلية، لتتحول من شخصية خاضعة إلى امرأة تقرر مصيرها. وترى هداوي أن هذه الرمزية تمثل صرخة حرة ضد القهر الاجتماعي، وتعبيرا صادقا عن حق المرأة في أن تكون سيدة قراراتها.
وفي حديثها عن الانتقادات التي توجه للأعمال الفنية ذات الطابع الجريء، أشارت ندى إلى أن كل رأي يحترم، لكنها ترفض أن تختزل السينما في تهمة “التحريض على التمرد”. فبرأيها، الفن مساحة للتفكير وطرح الأسئلة، لا منصة لإصدار الأحكام. وأكدت أن قوة العمل الفني تكمن في قدرته على إحداث نقاش صحي يساهم في توعية الناس لا في استفزازهم، مشيرة إلى أن الرسالة التي تسعى لتوصيلها من خلال أدوارها هي احترام الإنسان لذاته ولخيارات غيره.
وترى الفنانة أن الأعمال السينمائية الهادفة هي تلك التي تثير النقاش وتترك أثرا في المتلقي. وتقول إنها تسعى دائما إلى اختيار أدوار تعبر بصدق عن تجارب الناس، خصوصا النساء اللواتي يعشن في صمت. وتعتبر أن الفن ليس وسيلة للرضا الجماعي بل للصدق مع الذات ومع الجمهور، مؤكدة أن الممثلة الحقيقية هي من تتحدث بلغة المجتمع وتجسد قضاياه دون مبالغة أو تزييف.
وعبرت ندى عن سعادتها بالمشاركة في مهرجانات وطنية كبرى مثل طنجة ومراكش، معتبرة أن حضور أعمالها في هذه المنصات دليل على تطور تجربتها ونضج اختياراتها. كما أوضحت أن الجوائز لا تشكل هدفا أساسيا بالنسبة لها، بل تعتبرها تتويجا رمزيا لمسار فني نابع من الإيمان بالفكرة وبالرسالة. وأكدت أن رضاها عن أدائها وثقة الجمهور في صدقها الفني هما أعظم مكافأة يمكن أن ينالها الفنان الحقيقي.
وفي سياق حديثها عن مشاريعها الجديدة، ذكرت ندى هداوي أنها تواصل تصوير مجموعة من الأعمال المتنوعة بين التلفزيون والسينما. حيث تشارك في مسلسل كوميدي سيعرض خلال شهر رمضان المقبل، إلى جانب حضورها في مسلسل “قفطان خديجة” الذي لقي تفاعلا كبيرا. كما انتهت مؤخرا من تصوير فيلم تلفزيوني بعنوان “شذة وتزول” من إخراج حميد باسكيط، تلعب فيه دور البطولة للمرة الأولى، متمنية أن يلقى العمل إعجاب المشاهدين ويعزز مكانتها ضمن أبرز الوجوه النسائية في الساحة الفنية المغربية.