“أتومان” أول بطل مغربي خارق يشعل النقاش السينمائي في مهرجان طنجة

أحدث فيلم “أتومان أو رجل الريح” للمخرج أنور معتصم ضجة واسعة في الأوساط السينمائية المغربية خلال عرضه ضمن المسابقة الرسمية للدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة. وقد أثار الفيلم جدلا كبيرا بين من اعتبره خطوة جريئة نحو تقديم سينما الأبطال الخارقين في المغرب، ومن رأى فيه تجربة مبتورة تفتقر إلى الرؤية الفنية الواضحة والقدرة على تقديم تجربة سينمائية متكاملة.
تأتي الانتقادات على خلفية ما اعتبره بعض النقاد ضعفا في بناء الفيلم وفكرته الأساسية. إذ وصف البعض تجربة “أتومان” بأنها متعثرة، تفتقد إلى عناصر الابتكار الفني والتقني، وتقدم نسخة هجينة من نماذج أفلام الأبطال الخارقين العالمية مثل “سوبرمان” و”الماتريكس” دون أن تمتلك هوية مغربية واضحة. استخدام الفيلم للغة الفرنسية وربطه بمجموعة من المواقع المغربية كديكورات بصرية، جعل العمل يفقد بعده المحلي ويعطي إحساسا بالابتعاد عن الجذور الثقافية الحقيقية.
كما أثارت ركاكة السيناريو وإدارة المونتاج ردود فعل واسعة، إذ اعتبر النقاد أن الحبكة مشتتة ومليئة بالفوضى السردية، فيما جاءت الشخصيات مصطنعة ومبالغ فيها، ولم ينج أي ممثل من الشعور بعدم الانسجام بين الأداء الفني والمحتوى المطروح. هذا الأمر جعل تجربة المشاهدة بالنسبة للبعض ثقيلة ومجهدة، إذ لم يتمكن الفيلم من تقديم أي عناصر فنية أو جمالية تترك أثرا إيجابيا عند المتلقي.
من جهة أخرى، حاول الفيلم معالجة مواضيع اجتماعية وبيئية هامة مثل التغير المناخي والجريمة السيبرانية والصراع بين الموروث الثقافي والحداثة، عبر شخصية “حكيم”، الشاب الذي يكتشف قوة روحية كامنة تمنحه القدرة على مواجهة اختلالات العالم المعاصر. إلا أن الطرح الرمزي لهذه القضايا واجه صعوبة في الوصول إلى المشاهد بطريقة سلسة ومتوازنة، ما أعطى انطباعا بالتناقض بين الطموح الفني والتنفيذ العملي.
ولم تقتصر الانتقادات على الجانب الفني فقط، بل شملت الجمهور أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر بعض المشاهدين أن المزج بين الأساطير الإغريقية والأمازيغية لم يتم بانسجام، كما أن المؤثرات البصرية ظهرت بدائية مقارنة بما يحمله مفهوم بطل خارق من توقعات عالمية. رغم ذلك، أثار الفيلم فضول الكثيرين لاستكشاف المواقع المغربية التي تم تصوير المشاهد فيها، مثل كهوف فريواطو بتازة، وقصبة تيزركان في الأطلس الصغير، والإيكودار، ومحطة الطاقة الشمسية نور في ورزازات، وهو ما أتاح فرصة للتعرف على جماليات مغربية لم يظهر كثير منها سابقا في السينما الوطنية.
يشارك “أتومان” ضمن الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان إلى جانب أربعة عشر فيلما روائيا آخر، مثل “آفريكا بلانكا” لعز العرب العلوي، و”الوصايا” لسناء عكرود، و”في حب تودا” لنبيل عيوش، و”المرجا الزرقا” لداوود أولاد السيد. ويبرز الفيلم باعتباره أول محاولة مغربية لتقديم بطل خارق على الشاشة الكبيرة، من إخراج أنور معتصم وسيناريو عمر مراني، وبطولة كل من سارة برليس، لارتيست، راوية، سامي ناصري، كوثر بودراجة، عواطف لحماني، إضافة إلى عدد من الممثلين من تونس وفرنسا.

1

2

3

"أتومان" أول بطل مغربي خارق يشعل النقاش السينمائي في مهرجان طنجة