الصديق مكوار، الممثل المغربي المعروف بحضوره اللافت في المسرح والتلفزيون، يواصل تألقه في السينما من خلال أعمال تجسد أحداثا تاريخية واجتماعية مهمة. اشتهر مكوار بقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة بعمق وصدق، مما جعله أحد أبرز الوجوه الفنية التي تسعى إلى نقل التاريخ والواقع المغربي إلى الجمهور بطريقة مميزة.
كشف مكوار في تصريح للصحافة أن فيلمه الجديد “لامورا” للمخرج الراحل محمد إسماعيل يعكس جزءا من ذاكرة المغرب التاريخية، ويهدف إلى تصحيح بعض المغالطات التي روجت عن المغاربة خلال الحرب الأهلية الإسبانية. وأكد أن الفيلم يستحق أن يعرض في القاعات السينمائية ليستفيد منه الجمهور ويطلع على الجوانب الإنسانية التي عاشها المغاربة في تلك الفترة.
وأشار مكوار إلى أن التعاون مع محمد إسماعيل كان تجربة مهنية غنية، حيث وصفه بالمخرج الوطني الذي ساهم في بناء قاعدة قوية للسينما المغربية من خلال جهد مستمر ومهنية عالية. كما عبر عن أسفه لفقدانه، معتبرا رحيله خسارة فنية كبيرة أطفأت شمعة من شموع الإبداع وأثرت على إشعاع السينما المغربية، التي تفتقد اليوم إلى أعمال بمستوى أفلام الرواد.
ويروي فيلم “لامورا” أحداث عام 1936 خلال الحرب الأهلية الإسبانية، حين استغل الشباب المغربي لمصلحة صراعات سياسية أجنبية، في مقابل أجر زهيد وطعام محدود. ويبرز الفيلم قصص حب ومعاناة تعكس الجانب الإنساني للمغاربة في مواجهة صعوبات الحرب، كما يكشف الحقيقة حول تحريف بعض الوثائق الإسبانية للوقائع، حيث وصف المغاربة بصفات مهينة رغم ما قدموه من تضحيات.
وسلط العمل الضوء أيضا على مأساة الشباب الذين قتلوا أو أصيبوا بعاهات دائمة، وعلى الأسر التي ضحت بأطفالها لتأمين قوت يومها، مع كشف الاستغلال الذي مارسه قادة الانقلاب ضد فرانكو. واختير عنوان “لامورا” ليجسد فخر المغاربة بأصولهم وهوية بلادهم، وسط ما تعرضوا له من احتقار وإهانات خلال تلك الفترة.
ويستعد الصديق مكوار للمشاركة في أعمال سينمائية أخرى، منها فيلم “الشلاهبية” للمخرج سعيد الناصري الذي يعالج قضايا سياسية واجتماعية بأسلوب كوميدي، ويعرض واقع الغش واستغلال النفوذ من قبل بعض المسؤولين. كما يشارك مكوار في مشروع سينمائي آخر مع إدريس الروخ، بالإضافة إلى انضمامه مؤخرا لمسلسل “فطومة” الذي يروي معاناة امرأة تواجه صعوبات الحياة وسط غياب الضمير، في سعيها لتحقيق الاستقرار والعيش الكريم.
1
2
3