بعد النجاح الكبير الذي حققته في مسلسل “أنا حرة”، والذي تناول معاناة المرأة في مواجهة الزوج النرجسي، فتحت الفنانة المغربية كريمة غيث حوارا مفتوحا مع متابعيها عبر حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي. وقد أبدت تأثرها العميق بعد تلقيها عددا هائلا من الرسائل من نساء شاركنها تجاربهن المشابهة لما عرض في العمل الدرامي.
وفي خطوة إنسانية، قامت غيث بتفعيل ميزة الرسائل عبر القصص القصيرة، لتتيح للجمهور إمكانية إرسال قصصهن مباشرة إليها. وكتبت الفنانة عبارة “كنسمعكم”، في لفتة واضحة تعكس حرصها على الاستماع والتفاعل مع النساء اللواتي وجدن في شخصية نور انعكاسا لمعاناتهن اليومية.
المسلسل الذي أدت فيه غيث دور “نور”، المرأة الساعية للتحرر من ضغوط زوج متسلط، أثار نقاشا واسعا بين النساء حول موضوع العلاقات الضارة وأهمية التوعية بخطر الشخصيات النرجسية داخل الحياة الزوجية. وقد أسهم العمل في فتح حوار اجتماعي حول القضايا النفسية والعاطفية التي تواجهها المرأة في محيطها الأسري.
وتعتبر هذه المبادرة من الفنانة المغربية نموذجا حيا للدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الفنانون، إذ يتجاوز حدود التمثيل إلى تقديم دعم مجتمعي ملموس. فهي لم تقتصر على تقديم قصة درامية، بل اتخذت خطوة فعلية للتواصل مع جمهورها ومواكبة هموم النساء في حياتهن الواقعية.
من خلال تفاعلها المباشر مع الرسائل والمشاعر التي شاركها معها المتابعون، أثبتت كريمة غيث أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتغيير الاجتماعي والتوعية، وأن الفنان قادر على أن يصبح صوتا مساندا للقضايا الإنسانية، لا مجرد ممثل على الشاشة.
هذا التفاعل بين كريمة غيث وجمهورها يعكس تحولا مهما في دور الفنان داخل المجتمع، حيث أصبح الحضور الفني لا يقتصر على الأداء، بل يمتد ليشمل الاستماع والمساندة والقدرة على فتح حوار صادق حول القضايا النفسية والاجتماعية التي تؤثر في حياة الناس اليومية.
1
2
3