أيوب الهنود يسلط الضوء على قضايا اجتماعية حساسة في مسلسل “وليدات رحمة”

انطلقت عمليات تصوير مسلسل درامي جديد يحمل عنوان “وليدات رحمة” بمدينة الدار البيضاء، حيث يقود إخراجه المخرج أيوب الهنود، مستحضرا أجواء الحواضر الكبرى وما تحتضنه من صراعات اجتماعية معقدة. وقد اختار طاقم العمل الانخراط في مشروع درامي يسلط الضوء على جوانب مظلمة من الواقع المغربي، وذلك من خلال معالجات فنية جريئة تقترب من تفاصيل الحياة اليومية للأفراد في المناطق الشعبية.
يسعى هذا العمل إلى معالجة ظواهر اجتماعية حساسة باتت تؤرق الشارع المغربي، مثل تفشي استهلاك “الحشيش” داخل الأحياء الفقيرة، إلى جانب تسليط الضوء على جريمة الاتجار في الرضع، وهي قضايا تطرح بجرأة في إطار درامي متماسك. وقد تم اعتماد مقاربة تحاكي الواقع من خلال شخصيات متداخلة تعيش ظروفا قاسية تدفعها إلى قرارات مصيرية.
ومن المنتظر أن تقدم الممثلة مريم الزعيمي أداء مغايرا عن أدوارها السابقة، حيث تجسد شخصية مركبة ومختلفة ضمن أحداث المسلسل، بعد أن اعتاد الجمهور رؤيتها في أدوار متنوعة مثل “الشيخة” وسيدة الأعمال والمرأة القوية. هذا التحول في مسارها الفني يعكس رغبتها في كسر النمطية والانفتاح على تجارب جديدة أكثر عمقا.
ومن خلال هذا المسلسل، تتأكد العودة المتكررة للمواضيع المرتبطة بالفئات الهشة وظروف العيش الصعبة في الدراما المغربية، إذ تناولت عدة أعمال حديثة هذه التيمات، من بينها مسلسل “جوج وجوه” الذي تطرق إلى استغلال الأطفال في التسول وتلاعب البعض بعاطفة المواطنين عبر تبني أطفال وهميين، وهو ما أثار نقاشا واسعا لدى المشاهدين.
في السياق ذاته، سبق للمخرج إدريس الروخ أن اشتغل على عمل درامي بعنوان “باغ”، والذي غاص بدوره في موضوع الجريمة وتجارة المخدرات، متتبعا تحركات رجال الأمن في مواجهتهم للعصابات داخل قلب الدار البيضاء. وقد شكل هذا النوع من الأعمال مرآة للواقع ووسيلة لكشف تناقضات الحياة في المدن الكبرى.
ويلاحظ تصاعد الاهتمام الدرامي بتصوير المعاناة اليومية لسكان الأحياء الهامشية، في ظل ندرة الفرص الاجتماعية والاقتصادية، ما يدفع البعض إلى ارتكاب أفعال غير قانونية بحثا عن مخرج. هذه القضايا أصبحت تشكل مادة خصبة لصناع الدراما، الذين باتوا يطرحونها بقوة على الشاشة الوطنية.

1

2

3

أيوب الهنود يسلط الضوء على قضايا اجتماعية حساسة في مسلسل "وليدات رحمة"