يعتبر طارق البخاري من الوجوه البارزة في الدراما المغربية، حيث رسخ حضوره في المجال الفني بفضل موهبته وقدرته اللافتة على تقمص الشخصيات بمختلف تعقيداتها. فقد خاض مسيرة مهنية طويلة بدأها من خشبة المسرح، واستمر في بناء رصيده الفني من خلال مشاركاته المتعددة في الأعمال التلفزيونية والسينمائية، مما جعله يحظى بتقدير واسع لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
وفي تجربة جديدة تؤكد استعداده المستمر لخوض مغامرات فنية مختلفة، كشف طارق البخاري عن مشاركته في المسلسل المغربي المعاصر “منال”، الذي يجمع بين الطابعين الدرامي والكوميدي في معالجة مواضيع حساسة تتعلق بالتكنولوجيا وتداعياتها النفسية والاجتماعية. وأكد البخاري أن هذا العمل يشكل منعطفا مهما في مساره الفني لما يحمله من تحديات فكرية وبصرية، إلى جانب كونه تعاونا مميزا مع المخرج هشام العسري المعروف برؤيته الإخراجية المتفردة.
ويأتي مسلسل “منال” ليغوص في موضوع الذكاء الاصطناعي من خلال تقنية “Deepfake” التي تتيح تزييف الصور والأصوات بطريقة يصعب التمييز بينها وبين الواقع. وتتمحور القصة حول شخصية منال، التي تجسدها الفنانة سحر الصديقي، وهي تواجه تأثير هذه التكنولوجيا على حياتها اليومية. وأضاف البخاري أن العمل لا يقتصر على الترفيه، بل يحمل رسائل نقدية تعكس هواجس المجتمع المعاصر، لاسيما في ظل التحولات الرقمية السريعة التي أصبحت تتحكم في تفاصيل العلاقات الإنسانية.
وقد أكد الفنان المغربي أنه وجد في هذا الدور مساحة جديدة للتعبير عن طاقاته التمثيلية، حيث يتطلب منه الأداء الغوص في أبعاد نفسية معقدة وشخصيات متغيرة بفعل التقنية. وأضاف أن التحضير لهذا الدور كان مختلفا عن تجاربه السابقة، إذ اعتمد على البحث في موضوعات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، سعيا لفهم السياق الذي تدور فيه أحداث المسلسل بشكل أعمق وأكثر واقعية.
ويضم هذا العمل إلى جانب طارق البخاري، نخبة من الفنانين المغاربة الذين يضفون على المشروع طابعا جماعيا متكاملا، من بينهم ناصر أقباب وإدريس كريمي، إلى جانب سحر الصديقي التي تلعب دور البطولة. وقد أشار البخاري إلى أن هذا التنوع في الأداء الجماعي أضاف للمسلسل نفسا خاصا، وساهم في تقديم تجربة فنية تحمل بعدا دراميا متقنا يعكس تناغم فريق العمل.
ومن خلال مشاركته في “منال”، يؤكد طارق البخاري مرة أخرى على التزامه الدائم بتقديم محتوى فني يحمل فكرا وجمالية، ويكشف عن وعي فني يتماشى مع تحولات المجتمع وتطور أدوات السرد البصري. فالمسلسل لا يسلط الضوء فقط على جانب الترفيه، بل يفتح باب النقاش حول الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا وحدودها الأخلاقية، وهو ما اعتبره البخاري خطوة مهمة نحو الارتقاء بمستوى الإنتاجات الدرامية المغربية.
بهذا الحضور المميز، يواصل طارق البخاري توسيع رقعة تجربته الفنية، مؤكدا أن الإبداع لا يرتبط بنوع معين من الأدوار، بل يتجدد في كل عمل يضيف إلى مسيرته بعدا فكريا وإنسانيا. ويأتي مسلسل “منال” ليكشف عن جانب آخر من شخصية البخاري، التي ظلت تسعى إلى ملامسة قضايا الإنسان المغربي والعالمي من زوايا غير مألوفة، بأسلوب يعتمد على العمق، والصدق، والتجديد.
1
2
3