يعد الفنان سامي راي من أبرز الأصوات المغربية التي تميزت في مجال الغناء الراي، حيث اشتهر بإتقانه لهذا اللون الغنائي الذي يمتاز بعمقه الفني والموسيقي. يتمتع سامي بخبرة طويلة في عالم الموسيقى، وهو من الفنانين الذين ساهموا في نشر الراي الأصيل ليس فقط داخل المغرب بل على مستوى الوطن العربي.
كشف سامي راي في حديثه الصحفي خلال ندوة صحفية عقدها مؤخرا عن وجهة نظره بشأن الأغنية المغربية الحديثة. واردف أن الأغنية التي كانت تعرف في السابق بتنوعها وغناها الفني عبر أصوات كبار رواد الطرب المغربي مثل عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي، قد تغيرت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
وأكد أن كثيرا من الفنانين المغاربة المعاصرين، منهم سعد لمجرد، حاتم عمور، أسماء المنور، وهدى سعد، يتجهون إلى تقديم أغان ذات إيقاعات وكلمات تنتمي إلى طابع الراي، معتبرا أن هذه الظاهرة قد طغت على المشهد الفني المغربي. وأشار إلى أن الأغنية المغربية العصرية تتطلب مهارات صوتية وتقنيات فنية عالية نظرا لاعتمادها على المقامات الموسيقية الدقيقة والعرب، وهو ما يعد تحديا حقيقيا في الأداء، على عكس ما يبث حاليا من ألوان موسيقية يسهل تأديتها ولا تحمل نفس التعقيد.
وما بين فن الراي الأصيل الذي يعتني بالكلمة الراقية واللحن المدروس، ميز سامي نوعا آخر من الأغاني التي وصفها بلون “الواي الواي”، مشيرا إلى افتقارها للمقومات الفنية الكاملة سواء في النصوص أو التوزيع الموسيقي. وأوضح أن هذا النمط الغنائي لا يمكن تصنيفه ضمن الراي الحقيقي، بل هو خليط من التراث الجزائري مع إضافات تقنية عصرية، وهو أمر يرفضه العديد من الفنانين الجزائريين أنفسهم.
أضاف أن انتشار هذا اللون الغنائي رغم اختلاف آرائه الفنية كبير، لكنه لا يصلح للعرض التلفزيوني بسبب ضعف محتواه وعدم حمله لأي رسالة اجتماعية أو إنسانية. وبين أن بعض أغاني “الواي الواي” تشابه من حيث الطابع الموسيقي واللفظي ما يعرف في الأعراس المغربية بأغاني “العيوط”، التي تستخدم لإثارة الحماس والتشجيع.
وشدد سامي راي على ضرورة أن يكون الفن صوتا يعكس هموم الناس وانشغالاتهم، مؤكدا أن الفن الراقي يجب أن يحمل في طياته رسالة هادفة، وهو ما نجح فيه فن الراي الأصيل الذي اكتسب مكانة مهمة على الصعيد العربي، حيث بات مطلوبا ومحبوبا في دول عدة. وبهذا الاعتبار، عبر عن فخره الكبير بانتمائه لهذا اللون الموسيقي الذي شكل جزءا أساسيا من تجربته الفنية عبر السنوات.
1
2
3