نايلة التازي تكشف دور مهرجان كناوة وموسيقى العالم في تعزيز الاقتصاد الثقافي والتواصل الإفريقي

يعد مهرجان كناوة بمدينة الصويرة من أبرز التظاهرات الثقافية التي أثبتت منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما مكانتها كرافعة قوية للاقتصاد الثقافي المغربي ونموذجا متميزا على المستوى الإفريقي.
في هذا الإطار، كشفت نايلة التازي، منتجة المهرجان، للصحافة المغربية أن هذا الحدث ليس مجرد تجمع فني بل يشكل محركا أساسيا للتنمية المجالية والاندماج الاجتماعي، فضلا عن تعزيز الإشعاع الدولي للمغرب.
وأكدت التازي في حديثها أن المهرجان بفضل الالتزام المتواصل والمثابرة، استطاع أن يؤكد أن الثقافة ليست ترفا بل أداة حيوية لتحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي. وذكرت أن هذه التظاهرة أسهمت بشكل كبير في تنمية قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، الذي بات قادرا على خلق فرص عمل مستدامة وتعزيز الثقة في المستقبل.
وأشارت نايلة التازي إلى أن الثقافة تفرض نفسها كركيزة استراتيجية في الدبلوماسية المغربية، حيث تضيف أن ثراء وتنوع المبادرات الثقافية في المملكة يتيحان طاقة جماعية كبيرة. وأكدت أن مهرجان كناوة يشكل مثالا حيا على دبلوماسية ثقافية عميقة ومتجددة تجمع بين الانفتاح العالمي والجذور المحلية.
وذكرت أن المهرجان يساهم في إعادة صياغة الحوار الثقافي الإفريقي من خلال التركيز على احترام التراث الإفريقي العريق الموجود في تاريخ المغرب، مؤكدة أن أفريقيا ليست مجرد موضوع للفولكلور، بل هي قوة نابضة بالحياة والابتكار الثقافي.
وأوضحت أن سر استمرارية المهرجان يكمن في التوازن الدقيق بين التمسك بالأصالة التي يتمثلها فن “معلمين كناوة” والانفتاح على التأثيرات الموسيقية العالمية، ما يتيح للمهرجان مخاطبة أجيال وجماهير مختلفة مع الحفاظ على خصوصيته المغربية الإفريقية.
وأكدت نايلة التازي أن احترام فناني كناوة يعتبر من أسس هذا الحدث، حيث يعاملون كركائز جوهرية للمشروع الثقافي، وينظر إلى فنهم باعتباره حكمة شعبية وروحانية ومقاومة في آن واحد. وأوضحت أن المهرجان من خلال تبني حوار موسيقي مع تقاليد إفريقية وأفرو-كاريبية وغربية أخرى، لا يضعف أصالة كناوة بل يبرزها في فضاءات أوسع دون أن يفقدها جوهرها.
في سياق فعاليات المهرجان، ذكرت التازي أن منتدى حقوق الإنسان الذي ينظم ضمن المهرجان منذ 12 سنة يتماشى مع الرؤية الشاملة، حيث يوفر فضاء للحوار والنقاش حول قضايا هامة مثل التنقل، الشباب، دور المرأة، الهويات المتعددة، المساواة، التكنولوجيا الرقمية، والمقاومة الثقافية.
وأخيرا، أكدت نايلة التازي على أهمية برنامج “بيركلي في مهرجان كناوة وموسيقى العالم” الذي نشأ من شراكة مع كلية بيركلي للموسيقى، معتبرة إياه جسرا فريدا يربط بين الموسيقى العالمية والتفوق الأكاديمي، ويوفر منصة للإبداع وتبادل المعرفة بين معلمي كناوة والموسيقيين من مختلف أنحاء العالم.

1

2

3

نايلة التازي تكشف دور مهرجان كناوة وموسيقى العالم في تعزيز الاقتصاد الثقافي والتواصل الإفريقي