يعد زياد برجي من أبرز الفنانين اللبنانيين الذين جمعوا بين موهبة التلحين والصوت الدافئ والحضور المسرحي اللافت. اشتهر بإحساسه العالي في الأداء، وترك بصمته في عالم الغناء العربي عبر أعمال رومانسية لاقت رواجا واسعا. ومن خلال مسيرته الفنية المتنوعة، تعاون مع نخبة من النجوم وشارك في العديد من المهرجانات الكبرى، مما جعله يحظى بشعبية واسعة في مختلف البلدان العربية.
خلال مشاركته الأولى في مهرجان موازين، كشف برجي عن إعجابه الكبير بالأغنية المغربية، مشيدا بما حققته من انتشار وتطور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. وأضاف أن هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل دؤوب من فنانين شباب أعادوا تقديم هذا اللون الغنائي بروح معاصرة وجاذبة، مؤكدا أن سعد لمجرد كان له دور ريادي في هذا المسار، خاصة من خلال كسره لحاجز صعوبة اللهجة المغربية وجعلها أكثر قربا للجمهور العربي.
وتحدث برجي بإسهاب عن خصوصية الموسيقى المغربية، مشيرا إلى أن تنوعها وثراءها نابعان من الموقع الجغرافي الفريد للمملكة، والذي جعلها نقطة التقاء بين ثقافات مختلفة. وأردف أن هذا التلاقح الثقافي أنتج مزيجا موسيقيا غنيا بالألوان والإيقاعات، ما منح الأغنية المغربية طابعا متفردا لا يشبه غيره، مع حفاظها الدائم على هويتها الأصيلة.
وفي سياق حديثه عن مهرجان موازين، أعرب برجي عن فرحته الكبيرة بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية، التي وصفها بالمنصة الراقية التي تجمع نخبة من ألمع نجوم الفن في العالم العربي والغربي. وأضاف أنه لطالما حلم بالوقوف على أحد مسارح هذا المهرجان، واعتبر لحظة صعوده عليها تتويجا لسنوات من الانتظار والتطلعات، واصفا الحدث بأنه من أبرز المناسبات الفنية التي تكرم الفن والموسيقى في أبهى صورها.
أما عن علاقته الشخصية بالفنان المغربي سعد لمجرد، فقد شدد زياد برجي على أن دعمه له نابع من قناعة عميقة ومعرفة وثيقة بشخصيته. وأوضح أن لمجرد بالنسبة له ليس مجرد زميل في المجال، بل أخ حقيقي يتقاسم معه علاقات أسرية وروحية قوية، مبرزا أنه لا يتردد في استقباله في منزله ومجالسة أطفاله، الأمر الذي يعكس ثقته الكاملة في أخلاقه وصفاء سريرته، بحسب تعبيره.
ومن جهة أخرى، أشار برجي إلى مشروع غنائي كان من المقرر أن يجمعه بالفنان حاتم عمور، حيث اتفق الطرفان على أداء عمل مشترك يغني فيه كل واحد منهما بلهجة الآخر. غير أن المشروع تعثر في مراحله الأخيرة بسبب عدم رضاهما عن جودة الكلمات المقترحة، رغم التعديلات المتكررة التي أجريت عليها. وأضاف أن الفكرة ما زالت قائمة وأنه مستعد للعودة إليها حين تتوفر الظروف الملائمة ويجد النصوص المناسبة.
وأكد زياد برجي في ختام حديثه أن الأغنية المغربية تملك مقومات فنية كبيرة تؤهلها للوصول إلى العالمية، داعيا إلى مزيد من التعاون بين الفنانين العرب من أجل تطوير التجارب الموسيقية والانفتاح على المدارس الغنائية المختلفة. كما أعرب عن إعجابه بالتجديد الذي يشهده المشهد الفني المغربي، معتبرا أن ما تحقق حتى الآن ليس إلا بداية لمسار واعد وغني بالإبداعات.
1
2
3