فيلم “عايشه” يمثل المغرب في كبرى تظاهرات “كراكوف” السينمائية بعرضه العالمي الأول

يشارك الفيلم القصير عايشه للمخرجة المغربية سناء العلاوي في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة ضمن فعاليات الدورة الخامسة والستين من مهرجان كراكوف السينمائي، الممتد من 25 مايو إلى 1 يونيو. ويُعد هذا المهرجان من أعرق المنصات السينمائية في القارة الأوروبية، إذ يختص بعرض إنتاجات متنوعة تجمع بين الوثائقي، والروائي، والأنيميشن، وغيرها من أشكال التعبير البصري.
يتناول الفيلم قصة فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، تواجه صمتًا وجدانيًا من والدتها، وهو ما يدفعها إلى البحث عن الذات في بيئة تفتقر إلى الدفء العاطفي. وفي لحظة فارقة، تتجه الأم نحو طقوس الكناوة، محاولةً من خلالها ترميم العلاقة المتأزمة بينها وبين ابنتها، في مشهد إنساني يفيض بالمشاعر والتجاذبات.
وفي وصفها لتجربتها الإخراجية، اعتبرت سناء العلاوي أن عايشه يطرح نظرة مغايرة للزمن، إذ “لا يسير السرد فيه على خط واحد، بل يتشظى ليمزج بين الحياة والموت، الماضي والحاضر، وكأنك تعيش اللحظة بكل تناقضاتها في آنٍ واحد”. هذا الطرح البصري والروحي لا يأتي بحثًا عن أسلوب تجريبي بقدر ما يعكس المعاناة الداخلية للشخصيات وتأرجحها بين الفقد والتجدد.
كما أوضحت المخرجة أن اختيار السرد غير الخطي جاء انطلاقًا من الفكرة الأساسية للفيلم، والتي تدور حول إعادة تشكيل الوعي بعد الصدمة. فالأحداث لا تُعرض وفق تسلسل تقليدي، بل وفق تدفق المشاعر والانفعالات، وهو ما يُجسد التحول العميق الذي تمر به كل من الأم وابنتها، حيث تتاح لهما فرصة إما بالتحرر من أسر الذاكرة، أو الانبعاث من رماد الألم.
تم تنفيذ هذا العمل بإمضاء فريق فني متنوع، حيث تولى بيوتر كاتشوروفسكي مهمة الإنتاج لحساب شركة Native Line، وشارك في بطولته كل من هند ظافر، منال بناني، محمد أمين كيحال، إلى جانب المخرجة نفسها، وساهمت كنزة فريدو، سمية بلقرية، ومصطفى راشدي في تجسيد أدوار مؤثرة دعمت البناء الدرامي للفيلم.
أما الجوانب التقنية فتميزت بإشراف أوسكار يان كرول على إدارة التصوير، فيما نفّذ ميخاو بوتشيك المونتاج، وأسهم في تحريك الصور كل من توميك بوبكاول وكاسومي أوزيكي. وجاء التكوين الموسيقي من توقيع عثمان شرايدي، مع لمسات لونية من مونيكا ياكوتوفيتش، وتصميم دقيق للشريط الصوتي بقيادة مارسين لينارسيك، بينما تولى نبيل غوات هندسة الديكور.
وعلى مستوى التوزيع، تتكلف شركة MAD Distribution بنشر الفيلم في الأسواق العربية، بينما تتولى MAD WORLD مهام الترويج والمبيعات في باقي أنحاء العالم، سعيًا لوصول هذا العمل الفني إلى جمهور عالمي أوسع، ينفتح على التجارب السينمائية القادمة من المغرب.