سلوى الكوني تشارك بفيلمها المغربي “الجرح” في “مهرجان كان السينمائي”

في خطوة فنية لافتة، أعلن المركز السينمائي المغربي عن اختيار فيلم “الجرح” للمخرجة المغربية سلوى الكوني ليكون ممثل المملكة المغربية في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي. ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم يوم الجمعة السادس عشر من شهر ماي، في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، وذلك داخل قاعة عرض مسرح ريفييرا، حيث يندرج ضمن فعاليات برنامج جناح المغرب الخاص بالمهرجان الدولي العريق، والذي يُعد أحد أبرز المواعيد السينمائية العالمية وأكثرها مكانة وتأثيرا.
من منظور درامي عميق، يسلط فيلم “الجرح” الضوء على قضايا اجتماعية وثقافية شائكة تعيشها الشابات المغربيات في ظل مجتمع محافظ. تدور أحداث الفيلم حول شخصية ليلى، وهي فتاة شابة تجد نفسها ممزقة بين رغبتها في تحقيق أحلامها وطموحاتها الشخصية، وبين قيود المجتمع الصارمة التي تفرض على المرأة أدواراً محددة تحت غطاء العادات والتقاليد المتجذرة. ويأتي الفيلم ليقدم معالجة إنسانية دقيقة ومعبرة عن صراعات الهوية والبحث عن الذات في ظل منظومة اجتماعية قائمة على الموروثات.
ويواصل الفيلم رحلته السينمائية الطموحة من خلال مشاركته المنتظرة في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، حيث سيكون هذا الحدث بمثابة العرض الوطني الأول للفيلم على أرض المغرب منتصف الشهر المقبل. كما كان قد حظي الفيلم بعرض عربي أول ناجح ضمن فعاليات مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة، وهو المهرجان الذي استقبل العمل بحفاوة كبيرة لما يحمله من طرح جريء ومعالجة سينمائية متميزة. ويذكر أن الفيلم افتتح مشواره بعرض عالمي أول في مهرجان أثينا الدولي للأفلام الفنية في اليونان، حيث حصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل أول، ومن ثم توالت مشاركاته في مهرجانات دولية عديدة أحرز خلالها جوائز متنوعة، من بينها جائزة أفضل ممثل مساعد في مهرجان بريدجز الدولي، إلى جانب جائزة اختيار الجمهور خلال جلسات “ليفت أوف” للمخرجين الجدد بالمملكة المتحدة.
ومن الناحية الفنية، يتألق الفيلم بإبداع فريق عمل احترافي يضم مجموعة من الأسماء اللامعة، حيث تولت المخرجة سلوى الكوني الإخراج بالتعاون مع طه بن غالم في كتابة السيناريو إلى جانب برايس وبيكستر، بينما تقود أميمة بريد وأمل عيوش ومنصور البدري طاقم التمثيل في الفيلم. ويُذكر أن العمل من إنتاج مشترك بين سلوى الكوني وطه بن غالم تحت لواء شركة “بينك شيب برودكشنز”، مع الإشارة إلى أن بييترو فوجليتي أشرف على عملية المونتاج، في حين تولى ترافيس تيبس مهام إدارة التصوير. أما عملية توزيع الفيلم في العالم العربي فتتكفل بها شركة MAD Distribution، بينما تشرف MAD World على إدارة مبيعات الفيلم في باقي أنحاء العالم.
وفي سياق آخر، تجسد سلوى الكوني من خلال هذا الفيلم تجربتها الأولى كمخرجة بعد سنوات طويلة من العمل في هوليوود في مجالات مختلفة، حيث ارتبط اسمها بعدد من الإنتاجات الضخمة مثل فيلم “Men In Black: International” وفيلم “A Hologram for the King”. وتُعد سلوى واحدة من الأسماء المغربية التي أثبتت حضورها القوي في مجال الإنتاج والإخراج، مستفيدة من خبرتها المتنوعة التي امتدت لعقد من الزمن وشملت أدواراً متعددة كمشرفة إنتاج ومديرة ومنتجة، حيث تعاونت مع كبرى الشركات والاستوديوهات العالمية مثل سوني وأمازون ونتفليكس، وهو ما منحها خبرة كبيرة مكنتها من تأسيس شركتها الخاصة للإنتاج السينمائي “بينك شيب برودكشنز”.
وتحرص سلوى الكوني من خلال شركتها الإنتاجية على تقديم محتوى سينمائي ذي جودة عالية يراعي المعايير العالمية ويعكس في الوقت ذاته قضايا إنسانية ذات بعد ثقافي واجتماعي. واستطاعت “بينك شيب” تحت قيادتها أن تحظى بتقدير واسع في الأوساط الفنية والإنتاجية لما أظهرته من التزام بالتميز والابتكار في كافة مراحل صناعة الأفلام، سواء من حيث الإنتاج أو التوزيع أو إدارة المبيعات. وبهذا المسار الطموح، تواصل سلوى الكوني رسم معالم مسيرتها السينمائية، واضعة نصب عينيها نقل قضايا المرأة المغربية المعاصرة إلى العالمية بأسلوب فني يحمل بين طياته الكثير من الواقعية والحس الإنساني.

1

2

3

سلوى الكوني تشارك بفيلمها المغربي "الجرح" إلى العالمية من بوابة "مهرجان كان السينمائي"