أغنية “يا بابا” تفتح آفاقا جديدة لديستانكت وفرنش مونتانا وتشعل الطوندونس المغربي

في خطوة موسيقية جريئة تُجدد مشهد الأغنية العالمية وتضخ فيه نفساً مغربياً متجدداً، أطلق الفنان البلجيكي المغربي ديستانكت أغنيته الجديدة “يا بابا” بمشاركة النجم العالمي فرنش مونتانا، لتدخل الأغنية بسرعة قياسية إلى قائمة الطوندونس المغربي، مما يؤكد التفاعل القوي الذي حققته منذ اللحظات الأولى لصدورها، سواء عبر منصات الموسيقى أو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تهافت المتابعون لمشاركة الأغنية والإشادة بجودتها الفنية وجرأتها في الطرح.

1

2

3

ومع الإعلان عن قرب صدور ألبومه الثالث، حرص ديستانكت على أن يُمهّد له بأغنية تحمل نَفَسًا خاصًا، يجمع بين الهوية المغربية واللمسة العالمية، وذلك بعد النجاح الذي حققه سابقًا بألبوميه “Mon Voyage” و”LAYALI”. ويكشف الألبوم المنتظر عن مرحلة جديدة في المسار الفني لدیستانكت، إذ يعرض جانبًا أكثر عاطفية وصدقًا، حيث استلهم عناصره من تفاصيل الحياة الشخصية للفنان، التي تأثرت إلى حد كبير بالجذور المغربية المتغلغلة في وجدانه الموسيقي.

ويبرز من خلال هذا العمل كيف أنّ أغنية “يا بابا” لم تكن مجرّد عمل فني عابر، بل تجسيد حقيقي لرؤية فنية تسعى إلى الجمع بين الثقافات، وطرح أسئلة وجودية بلغة قريبة من القلب. يتناول ديستانكت من خلالها موضوع المال وتأثيره على حياة الإنسان، مستلهمًا العبارة الشهيرة “More Money, More Problems” ليبني عليها كلمات الأغنية، في حين يقدم فرنش مونتانا مفاجأة خاصة لجمهوره العربي والمغربي، إذ يغني باللهجة المغربية لأول مرة في مسيرته، معتمدًا على نطق دقيق وأداء سلس ينم عن اجتهاد واضح في التقرب من ثقافة جديدة.

وفي إطار هذه الرؤية الفنية الشمولية، تم تصوير فيديو كليب الأغنية بالمغرب، حيث استلهم المخرج مشاهده من الحياة اليومية في الأحياء الشعبية، فحضر الأطفال بلعبهم البريء، والنساء بزيهن التقليدي، والرجال في جلساتهم اليومية. وقد جاءت هذه المشاهد كلوحات فنية تُمجّد الواقع المغربي، لتكون الأغنية نافذة مفتوحة أمام الجمهور العالمي للاطلاع على جماليات الثقافة المغربية، وما تزخر به من غنى بصري وروحي يُحفّز الخيال.

كما اختار ديستانكت أن تكون “يا بابا” الافتتاح الرسمي لألبومه المقبل، لما تحمله من رمزية تتجاوز مجرد الكلمات والنغمات، إذ تمزج بين اللغة العربية والإنجليزية في تمازج فريد، وتستند في خلفيتها الموسيقية إلى إيقاعات مغربية أصيلة، وتحديدًا موسيقى كناوة، بالإضافة إلى نفحات الـAfro Beat التي تضيف للأغنية نكهة عصرية تُناسب جمهورًا عالميًا متعدد المشارب والاهتمامات.

ويبدو أن المشروع الموسيقي الجديد لدیستانكت يُراهن على تقديم توليفة فنية متكاملة تُعيد صياغة العلاقة بين الفنان وهويته، من خلال تسليط الضوء على مواضيع حساسة تمس الوجدان الإنساني، مثل العلاقة بالمال والهوية والانتماء، كما يَعِد الألبوم بتعاونات نوعية مع عدد من الفنانين العالميين الذين سيُضيفون بدورهم لمسة مميزة للمسار الفني الذي يسلكه ديستانكت في هذه المرحلة.

وبين الإيقاعات الحية، والتوزيع المتقن، والرسائل الاجتماعية التي تحملها الكلمات، ينجح ديستانكت في أن يجعل من “يا بابا” أكثر من مجرد أغنية، بل حدثًا فنّيًا يؤكد فيه أن الموسيقى قادرة على اختراق الحدود، وتجاوز الاختلافات، وربط الثقافات عبر رسالة واحدة تُلهم وتوحد وتُدهش في الآن ذاته.

أغنية "يا بابا" تفتح آفاقا جديدة لديستانكت وفرنش مونتانا وتشعل الطوندونس المغربي