الشهرة بضغطة زر فهل تحولت السوشيال ميديا إلى طريق مختصر للعيش المجاني؟

خديجة زاز 

1

2

3

في زمن لم يعد فيه الواقع وحده من يصنع النجوم، برز عالم اخر جديد مفتوح الأبواب، لا يعترف بالشهادات ولا بتسلسل المراتب إنه عالم السوشيال ميديا. منصات جعلت من الإنسان العادي مؤثرا ومن الحياة اليومية مشهدا قابلا للعرض، ومن التفاعل الرقمي بديلا للعلاقات الواقعية.

لكن وسط هذا الزخم، بدأ سؤال يطرح نفسه بقوة لدى الكثير،
هل أصبح البعض يلجأ إلى مواقع التواصل فقط بهدف العيش المجاني؟ ولماذا تحول الكل إلى راكب موجة مع كل ترند أجنبي عابر؟

 

الشهرة المجانية.. حلم قابل للتحقيق؟

لم يعد من الغريب أن نرى أشخاصا يظهرون فجأة على شاشات هواتفنا ثم يتحولون في أيام معدودة إلى نجوم يوقعون عقودا مع شركات كبرى ويسافرون ويستعرضون حياتهم الفاخرة تحت شعار “من لا شيء إلى كل شيء”. هذا النموذج وإن بدا مغريا خلق وهما جماعيا لدى الكثيرين بأن الشهرة سهلة، وأن العيش بالمجان ليس بعيد المنال.
في الواقع، يظهر جزء من هؤلاء المؤثرين نمط حياة يعتمد كليا على الهدايا، الرعاية، والإعلانات، مقابل محتوى قد يكون فارغا أو مكررا. والبعض منهم لا يملك رسالة واضحة، فقط التكرار والاجترار في انتظار أن تضرب إحدى المنشورات.

الترند.. السلاح ذو الحدين

في ملاحقة الترند، أصبحنا نشهد سباقا محموما. لا يكاد يظهر تحدّ راقص أو مقطع صوتي أجنبي حتى يعيد آلاف المستخدمين إنتاجه بنفس الطريقة، دون أي إضافة إبداعية أو لمسة شخصية. ومع كل فلتر جديد أو ترند عالمي، يفقد جزء من المحتوى العربي هويته، وينجرف نحو النمطية.

 

لماذا يركب الجميع الموجة؟

يرى العديد من المتابعين أن اندفاع المستخدمين نحو تقليد الترندات الأجنبية على مواقع التواصل الاجتماعي يعود إلى مجموعة من العوامل المتشابكة. أولها الرغبة في لفت الانتباه وتحقيق الانتشار السريع، في ظل نظام خوارزميات يفضل المحتوى الرائج ويعزز من فرص ظهوره لعدد أكبر من المتابعين. كما أن الشهرة الرقمية أصبحت لدى البعض مؤشرا على النجاح الشخصي والاجتماعي، ما يجعل من التفاعل الكبير مع منشور أو مقطع فيديو مصدر اعتزاز ووسيلة لإثبات الذات.

ومن جهة أخرى، يعتبر التقليد السريع للترندات الأجنبية نتيجة منطقية لغياب محتوى محلي قوي ومستدام، إذ يجد الكثير من صناع المحتوى أنفسهم أمام خيارين إما الانضمام للموضة الرقمية العالمية، أو مواجهة خطر التهميش وسط موجة المنافسة العالمية الشرسة. إضافة إلى ذلك ساهمت سهولة أدوات النشر والتصوير، وتوفر التطبيقات المجانية، في تعزيز هذا التوجه، مما جعل من السهل على أي شخص أن يصنع محتوى بغض النظر عن نوعيته أو غايته.

ولا يمكن تجاهل عامل التأثر بالمشاهير والمؤثرين، الذين يعيدون تقديم الترندات بشكل يجذب جمهورا واسعا، ما يعطي انطباعا بأن اتباعهم هو الطريق الأمثل لكسب المتابعين وتحقيق الأرباح. في المقابل يحذر البعض من أن هذا التوجه قد يؤدي إلى تكرار مفرط، وغياب للهوية الثقافية وانجراف نحو محتوى سطحي لا يعكس الواقع المحلي ولا يقدم قيمة حقيقية.

الشهرة بضغطة زر هل تحولت السوشيال ميديا إلى طريق مختصر للعيش المجاني؟