مهرجان ربيع وزان السينمائي يكرم الفنانة مونية لمكيمل ويحتفي بالسينما وحوار الثقافات

شهدت مدينة وزان انطلاقة متميزة للدورة الأولى من مهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي، الذي انطلقت فعالياته ما بين 9 و12 أبريل، حيث جرى تنظيم هذا الحدث الفني تحت شعار يحمل دلالات عميقة هو “شاشة كبيرة لمدينة صغيرة – السينما وحوار الثقافات”، وهو ما يعكس رغبة المنظمين في الدفع بعجلة الفن السابع نحو المناطق المهمشة وربط المدينة بإشعاع فني عالمي لا يقتصر فقط على الترفيه، بل يشكل مناسبة لبناء جسور ثقافية بين الشعوب وتبادل الخبرات السينمائية في أجواء من الانفتاح والحوار.

1

2

3

ويأتي هذا المهرجان ليؤكد أن السينما يمكن أن تكون أداة فعالة في تحقيق التنمية الثقافية والاندماج الفني، إذ لم تقتصر أهدافه على عرض الأفلام فحسب، بل سعت الجهة المنظمة إلى إشراك الساكنة المحلية في هذه الدينامية الإبداعية، حيث استضافت عروضاً ولقاءات مفتوحة في قلب المدينة، لتقريب الفن من الجمهور وتنمية الحس النقدي لدى الشباب وإتاحة الفرصة لاكتشاف عوالم الفن السابع في أبهى تجلياته من خلال عروض ذات طابع عالمي، وشهادات صناع سينما ومبدعين من مختلف الدول.

وقد استقبلت إدارة المهرجان أزيد من 90 فيلما سينمائيا قادما من بلدان متعددة، الأمر الذي يعكس البعد الدولي لهذا الحدث، وقد تم انتقاء عشرة أفلام فقط للتنافس ضمن المسابقة الرسمية لنيل الجائزة الكبرى، وهو ما تطلب عملية فرز دقيقة من لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج والكاتب محمد الشريف الطريبق، كما ضمت اللجنة أسماء وازنة من قبيل المخرجة فاطمة أكلز، والمخرج رشيد زكي، والكاتبة والشاعرة إكرام عبدي، بالإضافة إلى الفنان القدير فريد الركراكي، مما أضفى على المسابقة قيمة اعتبارية وضمانات فنية عالية في تقييم الأعمال المتبارية.

وفي سياق موازٍ للبرنامج الفني، خصص المهرجان لحظات مؤثرة للاعتراف بمجهودات شخصيات وازنة في مجالات الفن والإبداع والعمل المؤسساتي، حيث تم تكريم مجموعة من الفنانين والمبدعين الذين أسهموا في إثراء الساحة الثقافية المغربية، وكان من بين المكرمين الفنانة المحبوبة مونيا لمكيمل، التي تألقت في العديد من الأدوار الكوميدية والدرامية، وقد عبرت من خلال تدوينة نشرتها على حسابها الرسمي بمنصة إنستغرام عن مدى سعادتها بهذا الاعتراف، حيث كتبت أنها عاشت لحظة حب وتقدير رفقة ثلة من الأسماء البارزة مثل النجم كمال كاظيمي والمخرج هشام الجباري.

كما تميز حفل الافتتاح بتكريم شخصيات وازنة ساهمت في خدمة الثقافة والفن والقيم الإنسانية، من ضمنهم السفيرة رجاء الناجي مكاوي التي تمثل المملكة المغربية لدى الفاتيكان، والسيد محمد بنعليلو رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، وأيضا الفاعل الإعلامي محمد العلالي، إلى جانب المنتجة المقتدرة فاطنة بنكيران، والفنان الكبير أحمد الكندوز، وهو ما أضفى على الأمسية طابعا احتفاليا يجمع بين الاعتراف بالجميل والتأكيد على الأثر الإيجابي الذي تتركه الثقافة في المجتمع.

وقد أكدت مونيا لمكيمل من خلال كلماتها الموجهة إلى جمهورها ومحبيها أنها تعتز كثيراً بهذا التكريم، واعتبرته وسام محبة من مهرجان يحمل رسالة إنسانية نبيلة، كما توجهت بالشكر لإدارة المهرجان وأعربت عن أمنياتها الخالصة باستمرارية النجاح والتألق لهذه المبادرة الفنية الهادفة، وهو ما يعكس روح الوفاء والعطاء لدى الفنانة التي ما فتئت تسهم في إثراء الساحة الفنية المغربية بأعمالها المتنوعة والمميزة التي لقيت صدى واسعاً لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.

وهكذا، استطاع مهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي أن يرسم ملامح تجربة جديدة في خارطة التظاهرات الثقافية بالمغرب، من خلال تنظيم احترافي وتوجه فني واضح يربط بين السينما كفن راقٍ وبين دورها في تعزيز الحوار والتعايش، كما برز من خلال هذا الحدث حجم الشغف الذي تحمله مدينة وزان وأهلها للفن السابع، وهو ما ينبئ بمستقبل واعد لهذه التظاهرة التي انطلقت من الهامش ولكنها تسير بثبات نحو مركز الإبداع المغربي والعالمي.

مهرجان ربيع وزان السينمائي يكرم الفنانة مونيا لمكيمل ويحتفي بالسينما وحوار الثقافات