الزبير هلال يواصل تألقه الكوميدي من خلال عرض “الهروي شو” أمام جمهور غفير بسينما ميغاراما بالدار البيضاء

وسط أجواء من البهجة والحماس، احتضنت قاعة سينما ميغاراما بمدينة الدار البيضاء العرض الكوميدي الثاني للفنان المغربي الصاعد الزبير هلال، الذي قدم عرضه المميز “الهروي شو” مساء يوم السبت وسط حضور جماهيري غفير، حيث نفدت التذاكر بالكامل قبل موعد العرض بعدة أيام، وهو ما يعكس حجم الترقب الذي حظي به هذا العرض ويترجم أيضا الشعبية المتزايدة التي يحظى بها الزبير هلال في الساحة الفنية المغربية، خاصة بين فئة الشباب التي وجدت في عروضه مرآة تعكس نبضهم اليومي بروح خفيفة ومضحكة.

وقد حرص الزبير هلال في هذا العرض على تقديم فقرات متنوعة تجمع بين السخرية اللاذعة والأسلوب المسرحي المفعم بالحيوية، حيث استلهم مواضيع فقراته من تجاربه الشخصية ومواقف يومية مألوفة لدى المتفرج المغربي، كما وظف أداءه الجسدي وتفاعله المباشر مع الجمهور بطريقة جعلت الأمسية تتحول إلى لحظة تواصل حي صادقة، مما أسهم في خلق تفاعل حيوي على امتداد العرض بالكامل ومنح الجمهور إحساسا بالمشاركة في تجربة فنية مرحة ومليئة بالمواقف الساخرة والضحكات المتواصلة.

ولم يكتف العرض بتقديم فقرات الزبير هلال فحسب، بل تميز أيضا بمشاركة نخبة من الكوميديين الشباب الذين أضفوا لمساتهم الخاصة على الأجواء العامة، حيث قدموا عروضا قصيرة تراوحت بين الفكاهة السوداء والكوميديا اليومية، ما ساهم في إثراء العرض ومنحه إيقاعا متجددا حافظ على انتباه الجمهور حتى اللحظات الأخيرة، وقد جاءت هذه المشاركات لتعكس روح التعاون والدعم المتبادل داخل الوسط الفني الكوميدي، الذي يسعى بدوره إلى الدفع بأسماء جديدة للواجهة وتنويع مشهد العروض الفكاهية في المغرب.

وبعد هذا النجاح اللافت الذي حققه في الدار البيضاء، يستعد الزبير هلال لتنظيم سلسلة من العروض المقبلة في عدد من المدن المغربية، ضمن جولة فنية تمتد على مدار الأسابيع المقبلة، حيث ستحط الرحال يوم 18 أبريل بمدينة مراكش المعروفة بجمهورها العاشق للفكاهة، ثم سينتقل إلى العاصمة الرباط لتقديم عرضه يوم 25 أبريل على خشبة مسرح محمد الخامس العريق، قبل أن يعود مجددا إلى مراكش في عرض ثان يوم 3 ماي بقاعة ميغاراما، ما يعكس رغبة الفنان في تقوية الروابط مع جمهوره في مختلف المناطق المغربية وتوسيع إشعاع مشروعه الفني على الصعيد الوطني.

ويعتمد الزبير هلال في جولاته على رؤية فنية تقوم على تقديم عروض مرنة تتكيف مع طبيعة الجمهور في كل مدينة، مع الحفاظ على الثوابت الأساسية التي ترتكز على السخرية من الواقع اليومي المغربي، إذ يؤمن بأن الكوميديا الناجحة هي تلك التي تنبع من صدق الملاحظة وتلامس وجدان المتلقي دون تكلف، ومن هنا يستمر في تطوير نصوصه وأدائه بالتوازي مع تطور تجربته في الميدان الفني، كما يستمد قوته من تجاوب الجمهور الذي يعتبره الشريك الأساسي في نجاح كل عرض.