الفيلم المغربي “مطلقات الدار البيضاء” يعرض في بنين وينال إعجاب الجمهور

في إطار الاحتفال بشهر الفرنكوفونية، تم عرض الفيلم المغربي مطلقات الدار البيضاء في كوتونو، عاصمة بنين، هذا العرض، الذي جرى بحضور ممثلين دبلوماسيين من مختلف البلدان، كان بمبادرة من السفارة المغربية في بنين. وتعد هذه الفعالية جزء من أنشطة المغرب المستمرة لتعزيز الثقافة الفرنكوفونية والاحتفاء بالقيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب الناطقة بالفرنسية. كما شهد العرض حضور عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في بنين، مما أضاف طابعًا خاصًا للحدث.
من جهته، صرح سفير المغرب في بنين، رشيد الركيبي، أن هذا الحدث يعكس التزام المغرب بالمساهمة الفعالة في المنظمة الدولية للفرنكوفونية، والتي تعمل على تعزيز قيم التضامن والحوار بين الشعوب. وأكد على أهمية النهوض بدولة الحق والقانون والديمقراطية، مع التركيز على تعزيز حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بقضايا النساء والأطفال. هذه الرسالة كانت محورية في التفاعل بين مختلف الحضور، حيث شاركوا في مناقشات إثر عرض الفيلم.
كما أشار المخرج محمد عهد بنسودة إلى سعادته بهذا العرض في دولة إفريقية شقيقة مثل بنين، موضحًا أنه يعتبر هذا اللقاء مع الجمهور البنيني والجالية المغربية بمثابة فرصة رائعة للتفاعل الثقافي. وأعرب عن أمله في أن يساهم فيلمه في نشر الوعي حول قضايا المرأة في المجتمع المغربي، خصوصًا تلك المتعلقة بالطلاق وظروف النساء المطلقات. وهذا يبرز بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا يعكس التحديات التي تواجهها العديد من النساء في مجتمعات مختلفة.
تتعدد مواضيع الفيلم مطلقات الدار البيضاء وتتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة النساء في المغرب. يسلط الفيلم الضوء على حياة خمس نساء ينتمين إلى خلفيات اجتماعية متنوعة، يعانين من التفرقة وعدم المساواة في المجتمع المغربي، خاصة في ما يتعلق بحضانة الأطفال بعد الطلاق. وتعرض قصة الفيلم قضايا متعددة، تشمل الظلم الذي يعانين منه، والآثار الاجتماعية والنفسية التي تترتب على هذه المواقف، حيث يواجهن تحديات كبيرة بسبب تقاليد المجتمع.
وعلى الرغم من الطابع الجاد لهذه القضايا، يقدم الفيلم بعض اللمحات الفكاهية التي تخلق توازنًا بين الدراما والضحك. هذا المزج بين الجدية والفكاهة يجعل الفيلم أكثر تأثيرًا على الجمهور، حيث لا يقتصر فقط على تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية، بل يعكس أيضًا الأمل في تغيير الأوضاع. وبالتالي، يثير الفيلم أسئلة مهمة حول مكانة المرأة في المجتمع المغربي وحقوقها في حالات الطلاق.
في إطار الاحتفال بشهر الفرنكوفونية، يشتمل برنامج الفعاليات أيضًا على حفل موسيقي مميز، حيث ستؤدي فرقة ساميفاتي وترانس كناوة إكسبريس المغربية، المزج بين إيقاعات موسيقى كناوة والموسيقى الإلكترونية. هذا العرض الفني يعد بمثابة رحلة موسيقية فريدة من نوعها، حيث يعكس التنوع الثقافي والفني الذي يميز المغرب. سيساهم هذا الحفل في تعزيز الحوار الثقافي بين المغرب وبنين، حيث سيجمع بين التراث الموسيقي المغربي المعاصر والتقنيات الحديثة التي تدمج بين الإيقاع والابتكار.
من خلال هذا النوع من الفعاليات الثقافية والفنية، تسعى المغرب إلى تعزيز مكانتها كداعم رئيسي للفرنكوفونية ولثقافة الحوار بين الشعوب. كما يبرز الفيلم مطلقات الدار البيضاء كأداة قوية لنقل الواقع الاجتماعي المغربي إلى الساحة الدولية، مما يسمح للجمهور العالمي بالتعرف على التحديات التي تواجهها النساء في هذا السياق. وبذلك، يُسهم العرض في إثراء التبادل الثقافي بين مختلف الثقافات، مؤكدًا على أهمية السينما كوسيلة للتواصل بين الشعوب.

1

2

3

الفيلم المغربي "مطلقات الدار البيضاء" يعرض ضمن فعاليات مهرجان السعدية السينمائي