سناء عكرود تكشف معاناة الأمهات المطلقات في فيلم “الوصايا” المستوحى من تجربتها الشخصية

تطرقت الممثلة والمخرجة المغربية سناء عكرود، خلال لقاء إعلامي، إلى تفاصيل فيلمها السينمائي الجديد “الوصايا”، الذي بدأ عرضه في القاعات السينمائية المغربية مؤخرا. وأوضحت أن هذا العمل الفني يعكس جزءا من معاناتها كامرأة مطلقة واجهت معركة قانونية طويلة من أجل استعادة حضانة ابنتها. كما أكدت أن الفيلم يعتمد على أحداث مستوحاة من الواقع، حيث تستعرض من خلاله تحديات النساء في مثل هذه الظروف .
وأشارت عكرود إلى أن “الوصايا” يعد خامس أعمالها كمخرجة، وأنه يجسد قصصا اجتماعية مستمدة من تجاربها الشخصية، سواء في حياتها المهنية كممثلة أو في حياتها الخاصة كامرأة خاضت صراعات قانونية معقدة. وأضافت أن تفاعل الجمهور مع العروض الأولى كان مشجعا للغاية، إذ شهدت إحدى القاعات السينمائية في الرباط إقبالا كبيرا، مما يعكس اهتمام المشاهد المغربي بهذه المواضيع الاجتماعية .
يحمل الفيلم عنوان “الوصايا”، وهو مستوحى من تسع وصايا تسلط الضوء على محطات مختلفة من نضالها القانوني لاسترجاع حقها في الحضانة. وأفادت عكرود، التي تتقمص الدور الرئيسي في الفيلم، بأنها قامت بكتابة السيناريو بالكامل، مستندة إلى وقائع عايشتها منذ خمس سنوات، حينما وجدت نفسها أمام تحديات الطلاق والآثار القانونية المترتبة عليه. كما شددت على أهمية تناول هذه القضايا في السينما، باعتبارها انعكاسا للواقع الاجتماعي .
وترى المخرجة أن معاناة النساء المطلقات ليست حكرا على المجتمع المغربي، بل تعبر عن أزمة أوسع تمتد إلى بلدان عربية أخرى، حيث تواجه العديد من النساء إشكاليات قانونية مشابهة. كما أكدت أن السينما يمكن أن تكون وسيلة قوية لطرح هذه المواضيع، وإثارة النقاش حولها من أجل التوعية والتغيير. وأضافت أن التحديات القانونية لا ترتبط فقط بالحضانة، وإنما تشمل مختلف الجوانب التي تواجهها المرأة المطلقة في مجتمعاتنا .
وفي سياق متصل، عبرت سناء عكرود عن تفاؤلها بالتطورات التي يعرفها ملف تعديل مدونة الأسرة، مشيرة إلى أنها دأبت على نشر فيديوهات على قناتها في اليوتيوب، تتناول من خلالها القضايا النسائية من زوايا مختلفة. كما أكدت أن هذه المبادرات الإعلامية تأتي في إطار التزامها بالدفاع عن حقوق المرأة، معتبرة أن الشخصيات العامة يقع على عاتقها دور كبير في تسليط الضوء على هذه القضايا، وإحداث تأثير إيجابي في المجتمع .
وبالرغم من الطبيعة الجادة لموضوع الفيلم، شددت عكرود على أن “الوصايا” ليس عملا توجيهيا ولا يحمل طابعا إرشاديا، وإنما هو تعبير إنساني عن تجربة شخصية. كما عبرت عن تقديرها للدعم الذي تلقاه العمل من وزارة العدل، ممثلة في الوزير عبد اللطيف وهبي، إلى جانب الدعم الذي قدمته اللجنة السينمائية لإنتاج الفيلم.
أما بخصوص مشاريعها المستقبلية، فقد أوضحت أنها تفضل الاستمتاع حاليا بنجاح الفيلم قبل أن تحدد خطواتها المقبلة، معتبرة أن هذا العمل يعكس سنوات طويلة من التفكير والجهد، وتأمل أن يكون مصدر إلهام لمشاريع سينمائية أخرى تسلط الضوء على قضايا اجتماعية مماثلة .