فاطمة عاطف تكشف أسباب غيابها وتنتقد ضعف الرسالة في الفن المغربي

الفنانة فاطمة عاطف، التي تعتبر من الأسماء البارزة في الساحة الفنية المغربية، كشفت مؤخراً عن السبب الرئيسي لغيابها عن الساحة الفنية. وصرحت في حوار خاص بأنها ابتعدت عن الفن لأنها تشعر بأن هناك خللاً في الرسالة التي يُقدمها الفن حالياً. وأضافت بأن الفن يجب أن يكون له رسالة هادفة وأن يتم تقديمه بطريقة تحترم ذوق الجمهور وذكاءه. وقد أكدت على أن غيابها ليس ناتجاً عن رغبتها في التوقف عن العمل، بل بسبب عدم وجود أعمال فنية تحمل القيم التي ترغب في إيصالها إلى المتابعين.
من جهة أخرى، قالت فاطمة عاطف إنها ترى أن هناك نوعاً من الفوضى في الأعمال الفنية التي تُعرض حالياً. وأضافت أن بعض هذه الأعمال لا تحمل أي قيمة فنية حقيقية وأنها بعيدة عن المضمون الذي يجب أن يقدمه الفن. وأكدت أن الفن لا ينبغي أن يكون مجرد وسيلة للربح المادي، بل يجب أن يكون أداة لنقل أفكار هادفة ورسائل اجتماعية تعكس واقع المجتمع.
وأضافت فاطمة في حديثها أن الفنان يجب أن يكون مسؤولاً عن ما يُقدمه للجمهور، مشيرة إلى أن الأعمال الفنية التي يتم إنتاجها حالياً تفتقر إلى الجرأة في طرح القضايا الاجتماعية والإنسانية. وشددت على أن الفن يجب أن يتجاوز مجرد التسلية والترفيه ليحمل رسالة تحمل معاني أعمق وتُثير تفكير المشاهد. وقالت إن الرسالة التي يحملها العمل الفني لا يمكن أن تُنسى أو تُخفى، ويجب أن تكون واضحة بحيث يُدرك الجمهور المغزى من العمل.
وبينما كانت ترد على أسئلة الصحفيين حول أسباب غيابها، أوضحت فاطمة عاطف أنها لم تجد الفرصة لتقديم الأعمال التي تتوافق مع رؤيتها الفنية. وأضافت أن صناعة الفن بحاجة إلى تغيير حقيقي في محتوى الأعمال الفنية المنتجة وتطوير المفاهيم التي تعتمد عليها. وأشارت إلى أن الجمهور أصبح أكثر وعياً بما يُعرض عليه من أعمال، وأنه يجب احترام هذا الوعي بدلاً من تقديم أعمال رخيصة لا تستحق الاهتمام.
وأكدت فاطمة عاطف أنها لا تعارض المشاركة في الأعمال الفنية، لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع المشاركة في أعمال لا تتناسب مع قناعاتها الفنية. وأضافت بأنها تفضل أن تظل بعيدة عن الساحة الفنية بدلاً من أن تقدم فناً لا يضيف شيئاً للمجتمع. وحول هذا الموضوع، قالت فاطمة: “يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل أن نكون صادقين مع الجمهور، والفن يجب أن يكون له قيمة حقيقية.”
كما تحدثت الفنانة عن الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الفن في توعية المجتمع وتحقيق التغيير الإيجابي. وأوضحت أن الفن يمتلك القدرة على التأثير في الناس وتوجيههم نحو قضايا مهمة مثل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. وأضافت أن الفنان يجب أن يكون على وعي بتأثير أعماله، وألا يقتصر دوره على تقديم الترفيه فقط.
وفي الختام، شددت فاطمة عاطف على أهمية الاحترام المتبادل بين الفنان والجمهور. وأشارت إلى أن الفن يجب أن يكون جسر تواصل بينهما وأنه لا يمكن للفنان أن يتجاهل مطالب الجمهور واهتماماته. وأضافت أنها تأمل أن يشهد المستقبل تحسناً في جودة الأعمال الفنية المقدمة، وأن يكون هناك اهتمام أكبر برسالة الفن وأثره في المجتمع.