الديفا سميرة سعيد مطربة بقلب مغربي ولسان مشرقي ما لا تعرفونه عن نجمة في سماء مصر

تعتبر سميرة سعيد واحدة من أشهر المطربات في العالم العربي. بدأت مسارها من بلدها المغرب لتحقق بعد الهجرة إلى القاهرة نجاحا كبيرا وضعها ضمن نجمات الصف الأول في الساحة الغنائية، وعرفت بقدرتها اللافتة على تغيير أنماطها ومفاجأة الجمهور باختيارات متجددة، مما جعلها تحافظ على مكانتها كفنانة مخضرمة. حققت الشهرة مع “الكلاسيكيات” العربية لكبار الملحنين، وواصلت النجاح مع الموجات الجديدة ذات الإيقاع السريع.
ولدت سميرة سعيد، أو سميرة عبد الرزاق بنسعيد، يوم 10 يناير 1958، في الرباط، ونشأت في أسرة متفتحة ومحبة للفن، وكانت لها علاقة خاصة بوالدها الذي كان يقدر موهبتها ويشجعها على خوض مغامرة الفن، ورغم بروزها الفني المبكر وهي في سن الثامنة -فقد تخرجت من برنامج المواهب الغنائية الذي كان يشرف عليه الملحن المغربي الراحل عبد النبي الجراري- فإن سميرة سعيد حرصت على مواصلة دراستها، حيث تخصصت في الأدب الفرنسي.
وقبل ذلك كانت قد تلقت تعليمها الأولي في مدرسة ابتدائية بحي اليوسفية بالرباط، حيث أمضت طفولتها وحيزا من شبابها، قبل أن يأخذها طريق احتراف الفن، وفي سن الثامنة، أطلت سميرة سعيد على الشاشة المغربية مشاركة لفتت الانتباه في برنامج “مواهب” الغنائي الذي تخرج منه العديد من نجوم الغناء في المغرب.
وبعد ذلك بعام، أصدرت ابنة التسع سنوات أول أغنية خاصة لها بعنوان “شكونا لأحبابنا”. وقبل أن تجتاز عتبة المراهقة، أصدرت سميرة أسطوانتها العاطفية الأولى بعنوان “لقاء”، وتقول الفنانة المغربية في لقاء تلفزيوني إن عبد الحليم حافظ أعجب بصوتها وكان يود اصطحابها إلى مصر لدراسة الموسيقى، لكن الملك الحسن الثاني الذي كان يرعى موهبتها- حرص على أن تكمل دراستها أولا.
وبالفعل واصلت سميرة سعيد تألقها في الساحة الفنية المحلية إلى عام 1977، حين سافرت إلى القاهرة، وبدأت تؤسس لمرحلة نوعية قادتها إلى شهرة واسعة على الصعيد العربي، وبدأت مسيرتها في مصر بالتعامل مع الملحن محمد سلطان، لتتوالى مشاريع ناجحة مع أبرز الملحنين، ومنهم الموسيقار بليغ حمدي الذي أبدى لها تشجيعا كبيرا. كما تألق صوتها في ألحان محمد الموجي وحلمي بكر؛ وحصلت سميرة على الجنسية المصرية.
وتلخص الشهرة التي حظيت بها سميرة سعيد أغان مثل “جاني بعد يومين” و”احكي يا شهرزاد” و”مش حتنازل عنك أبدا”، المكانة التي احتلتها هذه الفنانة في طليعة الفنانين والفنانات في العالم العربي، ووضعها كامتداد شرعي لزمن العمالقة، ووفية لنزعتها التجديدية الدائمة، حلقت سميرة سعيد في سماء الأغنية الخليجية، إذ كانت أول فنانة تصدر ألبوما خليجيا كاملا، فقد تعاونت مع فنانين كبار من قيمة عبادي الجوهر وعبد الرب إدريس وطلال مداح.
ومع ظهور الموجة الجديدة من أغاني الفيديو كليب والإيقاع السريع، كانت سميرة من الفنانين القلائل الذين تكيفوا مع الموجة، بل وصلت من خلالها إلى شرائح جديدة من الجماهير الشابة، وحرصت من خلال التعاون مع ملحنين شباب على تنويع ألوانها والتجديد شكلا وموضوعا، لتنتزع بالتالي لقبا صار يلازمها، وهو “الديفا”.
46 ألبوما غنائيا و500 أغنية، حصيلة تعكس ثراء مسار فني حافل، وعلى مدى مسارها الطويل الذي يتواصل منذ قرابة نصف قرن، حصدت سميرة سعيد العديد من الجوائز ووشحت بالكثير من الأوسمة، وكرمت في تظاهرات ومحافل عديدة عربية ودولية.
فقد حصلت على جائزة التميز والتقدير من مهرجان جرش في الأردن وجائزة أفضل فيديو كليب (حالة ملل) من مهرجان الأغنية العربية في لبنان عام 2000، ونالت أربع جوائز من مهرجان الأغنية العربية في القاهرة كأفضل مطربة عربية.
وفي 2003، صعدت منصة “ورلد ميوزك أورد” تتويجا لألبوم “يوم ورا يوم” الذي حقق أعلى نسبة مبيعات. وتوجت في العام ذاته بجائزة “بي بي سي” للموسيقى كأفضل مطربة في الشرق الأوسط، وتوّجت في المغرب عام 2008 بجائزة الربابة، وحصلت في العام نفسه على جائزة تقديرية من مهرجان ميدل إيست ميوزيك أورد.
كما وشحها الملك محمد السادس في عيد العرش العاشر (2009) بوسام ملكي، وكرمها مهرجان الميوركس دور في بيروت بجائزة أفضل مطربة عربية تكريما لمسيرتها الفنية. وتواصل نجاح سميرة سعيد إلى عام 2013 بحصولها على “وورلد ميوزك أورد” لأفضل أغنية منفردة (ما زال).

الديفا سميرة سعيد مطربة بقلب مغربي ولسان مشرقي ما لا تعرفونه عن نجمة في سماء مصر