تحتضن مدينة مكناس الإسماعيلية الدورة الـ16 للملتقىٰ الدولي للفلاحة، وذلك من 22 إلى 28 أبريل الجاري، تحت شعار “المناخ والفلاحة .. من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود”، ممثلا تظاهرة كبرى مخصصة للفلاحة الوطنية والدولية.
وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن دورة 2024 لهذا الملتقىٰ الدولي، الذي سينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ستستضيف إسبانيا كضيف شرف، وذلك باعتبارها “ضمن أهم الزراعات في أوروبا الغربية”.
وأضاف المصدر ذاته أن اختيار إسبانيا يعكس تميز العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بهذا البلد، وكذا مستوى وجودة التعاون بين البلدين في المجال الفلاحي.
وتابع بأن هذه المشاركة ستعطي الفرصة للعارضين والزوار للتعرف واكتشاف ثراء وتنوع الزراعة الإسبانية، كما ستتيح الفرصة لاستكشاف سبل تطوير الشراكات التجارية وتعزيز الاستثمارات في المجال الزراعي على كلا الجانبين.
إلى جانب هذا، وحسب بيان لوزارة الفلاحة والسيادة الغذائية الفرنسية، سيحضر وزيرها مارك فيسنو حفل افتتاح الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، إستجابة لدعوة رسمية من نظيره المغربي، محمد صديقي، على أن تجمعهما محادثات ثنائية لتوقيع اتفاقية بين البلدين حول التعاون الفلاحي والغابوي، ثم يطلع المسؤول الحكومي الفرنسي نفسه على العارضين الممثلين للجمهورية الفرنسية بالمعرض الفلاحي.
أفاد البيان ذاته بأنه من المبرمج كذلك توقيع اتفاقيات بين المهنيين الفرنسيين ونظرائهم المغاربة فيما يخص عددا من الأنشطة التي ترتبط بقطاع الفلاحة والإنتاج الغذائي من جهة، وكذلك توقيع المؤسسات والمعاهد العلمية الفرنسية مع نظيراتها المغربية اتفاقيات للبحث العلمي الفلاحي والتعاون المشترك من جهة أخرى.
هذا، وتشارك فرنسا ضمن هذه التظاهرة الدولية الفلاحية بمكناس بحوالي 37 شركة، والتي ستحظىٰ بجناح تصل مساحته إلى 300 متر مربع، وفقا لما كشفت عنه الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب منذ ثلاثة أيام.
ويأتي قدوم وزير الفلاحة والسيادة الغذائية الفرنسي إلى المغرب في إطار دينامية من الزيارات: افتتحها ستيفان سيجورني، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي؛ في حين يُرتقب أن تحل كذلك بالمملكة وزيرة الثقافة رشيدة داتي، إلى جانب وزير الداخلية جيرالد دارمانين، مما يترجم الرغبة الفرنسية المتواصلة في تجاوز الأزمة التي خيمت على العلاقة بين البلدين خلال الفترة الماضية، من الجانب الفرنسي خاصة، مع استمرار باريس في اعتماد موقف ضبابي بخصوص السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، عوض الاكتفاء بدعم مخطط الحكم الذاتي.
جذير بالذكر أن تزامن زيارة وزير الفلاحة والسيادة الغذائية الفرنسي إلى المملكة مع انطلاق فعاليات الدورة السادسة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يعبر عن رغبة فرنسية أكيدة في خلق جسر جديد للتعاون في شتى المجالات، بما فيها المجال الفلاحي، والإنكباب على معالجة القضايا العالقة بين البلدين؛ بما فيها السياسية والاقتصادية والأمنية في إطار اللجنة العليا المغربية الفرنسية كحلقة من حلقات البناء بين الرباط وباريس، يظل المغرب من خلالها متشبثا بالإعتراف الفرنسي بالسيادة المغربية على الصحراء، كنظيره الأمريكي.
يحتل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس هذه السنة مساحة تفوق 12 هكتارا، حيث ستعرف هذه الدورة مشاركة ما يقرب من 70 بلدا، و1500 عارضا، كما يتوقع هذه السنة استقبال ازيد من 000 900 زائر ، واحتضان اكثر من 40 ندوة ومائدة مستديرة.
وفي ما يتعلق بالمواضيع التي سيتم تناولها، ستركز الدورة المقبلة للملتقى على الجهود المبذولة للتكيف مع آثار التغيرات المناخية والتخفيف من حدتها من أجل صمود ومرونة أفضل للقطاع الفلاحي، وذلك في سياق عالمي يتسم بالتغيرات المناخية التي تؤثر على الإنتاج الفلاحي وتوفر الموارد المائية والأمن الغذائي.
وفي هذا الإطار، ستعبئ الندوات المنظمة خلال هذا الملتقى الدولي للفلاحة نخبة من الباحثين والخبراء الوطنيين والدوليين المرموقين.
ستشهد هذه الدورة تنظيم المناظرة الوطنية للبحث الزراعي، حيث سيتم تسليط الضوء على التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تم تحقيقه، وكذا الاستراتيجية المقبلة في مجال البحث الزراعي في مواكبة استراتيجية الجيل الأخضر لتطوير الفلاحة المغربية، والتي أطلقها جلالة الملك سنة 2020، في إطار مخطط المغرب الأخضر.
وأفاد بلاغ وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن: ” الملتقىٰ الدولي للفلاحة يعد اليوم من أكبر التظاهرات الدولية المخصصة للفلاحة وللفاعلين في القطاع، حيث استقطب سنة 2023 أزيد من 923000 زائر و1400 عارض و2000 من مربي الماشية و70 دولة مشاركة.”
واردف أنه: “إلى جانب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وجمعية الملتقىٰ الدولي للفلاحة بالمغرب، تمكن بفضل دعم مختلف الشركاء والأطراف المعنية بالملتقىٰ، من جعله، على مر السنين، موعدا محوريا لمهنيي القطاع الفلاحي، على الصعيدين الوطني والدولي”.
ملحوظة: أعلنت إدارة المعرض الدولي للفلاحة ان أسعار تذاكر العموم هذا العام بلغت 40 درهما؛ في الوقت الذي كانت فيه السنة الماضية فقط 35 درهما.